الموضوع: بهارات الكلام

جلست "منى"كعادتها بغرور في وسط المجلس مسنده ساقا فوق ساق !!ويداها تعبث بشعرها المصبوغ المنسدل على كتفيها ...كانت تتحدث بحماس وبصوت يعلو تاره وينخفض تاره اخرى بخصوص الموضوع الوحيد الذي تحب ان تتحدث فيه دائما وابدا ...سفرتهم اليتيمه الى امريكا...!!!!

والملاحظ انها على قصر اقامتهم هناك _شهر_الا انها كانت مزدحمه بالمواقف والاماكن والرحلات الحقيقيه والمكذوبه!!

ولا يمكن ان يتحدث زميلاتها بموضوع الا وشاركت بقصه وروايه حسب الظروف!!حصلت لهم بامريكا..


كانت زميلاتها ذات مره يتحدثن عن الحدائق التي زاروها هنا والغابات الجميله في بلادنا في ابها والباحه والطائف .... فما كان من اختنا في الله الا ان قالت "اللي ماشاف الهايد بارك ماشاف شئ!!!

وبدات تتحدث بحماس عن الحدائق الغناء فيها وووو....الخ كان كلامها كله مبالغات ودائما تحاول ان تضيف الى نفسها صفات الرقي والفخامه....
"مااروعك يامنى حتى مبالغاتك مكشوفه" اين انتي والهايد بارك¿!!وبينك وبينه محيطات وبحار¿!!! الهايد بارك ياعزيزتي في بريطانيا !!!ام كنت خلال ذلك الشهر الامريكي تمتطين بساط الريح وتطوفين به على العالم " هكذا علقت امل هازئه تلون وجه منى بالوان الطيف من الخجل وتظاهرت بعدم سماع التعليق واخرجت المراه من حقيبتها واخذت ترتب شعرها



هذه صوره من نماذج كثيره نراها يوميا في مجالسنا وجامعاتنا ومدارسنا! مئات الاشكال التي تصور منى نراها في كل مكان
المشكله ان هذه الظاهره بدات تتعاظم وتستشري وكانها ورم خبيث نشب في جسد ضعيف .



فهاهي احداهن تقول : احدى صديقاتي من عائله بسيطه ماديا ولكنها تظهر لصديقاتها غير الواقع...بل تدعي ان عندهم سائق وخادمه ! وتتحدث عنهم في طيات حديثها كما لو كان في عالم الحقيقه وحين نسالها لم الكذب¿تقول:ماذا ستقول عني زميلاتي عندما يعلمن اننا لا نملك سائقا وخادمه ساسقط من عيونهم وسينظرون لي بدونيه بل سيعتبرونني من الطبقات السفلى!!!!!!!!!!!


السؤال الذي يطرح نفسه الان لماذا انتشرت هذه الصفه بيننا ¿وهل يعد هذا كذبا ام....¿