بقلم : غريد الشيخ 22/ 5/ 2002
"يا من يعاتب مذبوحاً على دمه ونزفِ شريانه ¡ ما أسهلَ العتبا
من جرّب الكيَّ ¡ لا ينسى مواجعَه ومن رأى السّمّ لا يشقى كمن شربا
حبلُ الفجيعةِ ملتفٌّ على عنقي من ذا يعاتب مشنوقاً إذا اضطربا
الشِّعرُ ليس حماماتٍ نُطيّرها نحو السماء ¡ ولا ناياً ..وريحَ صَبا
لكنه غضبٌ طالت أظافرُه ما أجبنَ الشعرَ ¡ إن لم يركبِ الغضبا "
إنه الشعر الحقيقيّ الذي يريد كشف الحقائق السوداء¡ ويريد من وراء كشفه هذا تغيير صورة الكون .. إنه إشعال الحرائق في وجدان الناس¡ وفي ثيابهم ..
قهر .. ذلّ .. استعباد¡ ومؤامرات لا تنتهي .. غضب .. عتاب .. استياء .. وإبعاد ..
ومازال الظالم منذ الأزل ظالماً¡ وما زال المظلوم مظلوماً
ومازالت الكلمة تهز الضمائر وتثير غضب الغاصب المستبدّ.
وغضبُ بريطانيا وأمريكا وأتباعُهم اليوم تنصبّ على قصيدة شاعر¡ ذنبه أنه أحسّ بالخجل من واقع أمته المهلهل المتردّي¡ ورأى بصيص نور تُقَدّمُه له ولنا فتاةٌ في ريعان الشباب مفجّرة نفسها¡ متفجّرة بالعدو الغاصب¡ معلّمةً البشرية درساً في العطاء والتفاني في حب الوطن.
آيات الأخرس واحدة من مئات البذور الطيبة التي تشقّ الأرض وتخرج رافعة رأسها متحدية كل قوانين البشر.
وإذا كانت العمليات الاستشهادية تحرك الضمائر العربية¡ فهي تذكّرنا بقول المنظّر الصهيوني غوردون: "الأرض ستكون من نصيب الجانب الأكثر قدرة على المعاناة من أجلها والعمل فيها¡ الجانب الذي يتألم من أجلها ويفلحها أكثر".
من فَمِك نُدِينُك .. هاهي أرض فلسطين اليومَ تُخْرِجُ مِنْ أحشائِها مَنْ يدافع عنها ويسقيها بدمائه …
هل بعد الذي يحدث لأرض فلسطين ..لأهل فلسطين ..لمساجد فلسطين ..لكنائس فلسطين .. هل بعد هذا من ألم!!!
وهل بعد الدم من تضحية!!
لو يدرك العالم أنّ يدَ الظلم لن تدوم طويلاً ¡ فالقهر المتغلغل في أعماق كل عربي لا بد يوماً أن يتفجر ويُفجر كل ما حوله..
يتفجّر كلمة¡ موقفاً¡ جسداً.
قبل أن نعرض قصيدة الشاعر غازي القصيبي التي أثارت غضب بريطانيا الأم الحنون لـ"إسرائيل"¡ وأمريكا راعية السلام المزعوم¡ نعود بذاكرتنا إلى رسالة الملك عبد العزيز إلى ترومان رئيس أميركا عام 1367هجرية يقول فيها:
" إني لا أشفق على بني جنسي الذين يستشهدون في المعارك الدامية بفلسطين دفاعاً عن وطنهم ضد الغزاة الصهاينة وغيرهم ممن قد يأتون لمناصرتهم¡ فإننا معشر العرب نعدّ ذلك شرفاً يُغبطون عليه¡ ولن يتراجعوا ولن نتراجع عن تأييدهم بكل ما أوتينا من قوة حتى نُبدِّدَ أحلام الصهاينة وأطماعهم في بلادنا إلى الأبد. أما ذكركم المصالح الاقتصادية التي تربط بلدينا فاعلموا أنها أهون في نظرنا من أن نبيع بها شبراً واحداً من أرض فلسطين العربية لمجرمي اليهود. ويشهد الله أنني قادر على أن أعتبر آبار البترول كأن لم تكن فهي نعمة ادّخرها الله للعرب حتى أظهرها لهم في الزمن الأخير¡ فلا والله لن تكون نقمة عليهم أبداً"
وشاعرنا السعودي غازي القصيبي هو ابن هذا الفكر الرافض للذل والخنوع¡ يقول في قصيدته "الشهداء":
يشهد الله أنكم شهداءُ
يشهد الأنبياءُ .. والأولياءُ
مُتم كي تعزَّ كلمة ربي
في ربوع أعزّها الإسراءُ
انتحرتم¿! نحن الذين انتحرنا
بحياةٍ .. أمواتها أحياءُ
*******
أيها القوم ž žžžžžžž.. نحن متنا .. فهيا
نستمع ما يقول فينا الرثاء
قد عجزنا .. حتى شكا العجز منّا
وبكينا .. حتى ازدرانا البكاءُ
وركعنا حتى اشمأزّ ركوعٌ
ورجونا .. حتى استغاث الرجاءُ
وشكونا إلى طواغيت بيتٍ
أبيضٍ .. ملءُ قلبه الظلماءُ
ولثمنا حذاء "شارون" ..حتى
صاح "مهلاًž¡ قطّعتموني" الحذاءُ
أيها القومُ .. نحن متنا .. ولكن
أنِفَت أن تضمّنا الغبراءُ
* * *
قل "لآيات" : يا عروس العوالي
كلّ حسنٍ لمقلتيكِ الفداء
حين يُخصى الفحولُ .. صفوةُ قومي
تتصدّى للمجرم الحسناءُ
تلثم الموتَ وهي تضحك بِشراً
ومن الموت يهرب الزعماءُ
فتحت بابها الجنان .. وحيّت
وتلقّتكِ فاطم الزهراءُ
قل لمن دبّجوا الفتاوى: رويداً
ربَّ فتوى تضجُّ منها السماءُ
حين يدعو الجهادُ .. يصمت حبرٌ
ويراعٌ .. والكتبُ .. والفقهاءُ
حين يدعو الجهادُ .. لا استفتاءُ
الفتاوى¡ يوم الجهاد¡ الدماءُ
[flash=http://www.geocities.com/the_r_boss/prince_charminar.swf]WIDTH=400 HEIGHT=210[/flash]