CR) أرين
حبيت أخبر إني قريت موضوعك ومع كل موضوع لكي
أتمني لكي السعاده اخوك وليد #Q
إنترنت
منذ فترة وأنا أتهرب من التجربة ¡ لماذا ¿ لا ادري بالضبط ..
هل أخشى أن يخيب ظني ¿
هل أخاف أن أكون دون المستوى المطلوب ¿
هل أفضل أن يظل الأمر غامضاً مبهماً بالنسبة لي ¿
ربما مزيج من كل هذا ...
ثمة إحساس بعجز غير محدود العوالم داخلي وثمة رغبة طفولية أن يظل الإبهار قائماً ..
عندما تنزاح الستارة ويكشف المجهول عن وجهه تختفي هالة السحر والروعة ¡ وتقل الجاذبية أو تنعدم.
ربما كنت أهرب من كل هذا
حدثوني طويلاً عن مزايا الإنترنت ومساوئه¡ وصفوا لي أعاجيبه وشجعوني على خوض التجربة .
أخي الصغير بالخصوص برع وتفنن في جذب انتباهي وإذكاء فضولي . يعود باكراً كالمجنون خارجاً ¡ تلحقه أمي موبخة :
- وواجباتك ..¿
- لن اتأخر ¡ حصتي مع الأستاذ حسن بدأت .
يرجع بعد ساعة بالتمام والكمال . عيناه تلمعان وحديثه لا ينتهي :
" اكتشفت موقعاً رائعاً ¡ يقدم أسرار لا تخطر على بال ¡ سأحكي لأبي ¡ ورأيت صوراً... واووو!!!
وهناك الفيلم الرائع " الحاسة السادسة ". انتظروا نسخة الفيديو حتى تظهر¡ هذا نصيبكم .. أما أنا فأعراف النهاية ¡ أعرف ما سيحدث لبروس ويليس.. مفاجأة أقول لكم ¡ مفاجأة .....!!"
بعد العشاء يجلس أخي وأبي جنباً إلى جنب ¡ يوشوشان ليعضهما ¡ وأعد نفسي بأن أقوم بزيارة لمركز الأستاذ حسن غداً صباحاً. وفي الصباح ترفض قدماي أن تحملاني إليه.
وأهز كتفي بلا مبالاة وأنا التحق بالصيدلية الصغيرة حيث اعمل ¡ مالي وهذا العالم ¿ منذ البداية وقفت ضده ¡ ورفضت مع أمي اقتراح أبي بالاشتراك فيه. تعللنا معاً بخطورة الأمر على الصغير .لا نريد أن يبتلى به . أمامه دراسة ومذاكرة ونشاطات كثيرة افضل له من من التسمر أمام جهاز خطير وعالم لا يخضع للرقابة .
وكان لنا ما أردنا .
اتفق أبي مع الأستاذ حسن الذي فتح مركزاً صغيراً للإنترنت في نهاية الشارع ¡ على أن يبعث له أخي ساعة بعد نهاية دوام المدرسة كل يوم ¡ على أن يراقبه الأستاذ حسن وينتقي المواقع التي يرتادها .
يرافقه أبي في نهاية الأسبوع ويعودان في مزاج رائق جداً ¡
كانت أمي لا تأبه كثيرا للمسألة في الأول .
لكن الآن ..
وبفضل حديث الجارات والصديقات وبعض برامج التلفزيون ¡ أصبحت تشن حرباً شعواء على الإنترنت. هذا العالم الذي لا يكتفي بخطف الولد من المذاكرة حسب قولها ¡ لكن أخذه وأباه من البيت ¡ أمي تبالغ طبعاً ....
فغياب أبي وأخي لا يكاد يتجاوز الساعتين مساء. سمعتها مرة تناقش أبي وتقترح عليه أن يدع أخي يمضي ساعته الاعتيادية مع الأستاذ حسن ويبقى هو معنا في البيت ¡ وعرفت حينها أن انشغالها يدور بخصوص شخص أبي المحترم !!!
كما قلت في البداية تهربت كثيراً من ولوج هذا العالم رغم أنني فكرت مراراً في أن علي أن أعرف على الأقل كيف يدخل الناس إليه وماذا يفعلون وكيف يخرجون .
الجميع يتحدث عنه الآن ومرات كثيرة وجدت نفسي أتصنع اللامبالاة و أتمنى في الوقت نفسه أن تنشق الأرض وتبتلعني حتى لا يظهر جهلي أمام صديقات يتناقشن حول موقع أو عنوان أو محرك بحث أو حيلة في الإنترنت ..
عزمت إذن في النهاية على أن أخوض التجربة ¡ ودفعت ذات صباح مشمس باب المركز الزجاجي الأنيق ودخلت ..
كنت في بداية الأسبوع الثاني من إجازتي السنوية . لم أجد في البيت ما يشغلني
برامج التلفزيون مملة ومتشابهة وأغلب صديقاتي مشغولات . أنهيت الزاوية التي كنت أقرأها , ولم تكن هناك أعمال منزلية تتطلب انشغالي
حتى النعاس لم أكن اشعر به لم يبق لي إذن غير الإنترنت ..
رحب بي الأستاذ حسن وبدأ مندهشاً رغم ذلك ¡ لاشك أن العفريت أخي الصغير أخبره بحربنا الخفية أنا وأمي ضد هذه التكنولوجيا العجيبة!!
اقترح علي أن اختار مكانا اجلس فيه.
بحثت عن ركن منزو... لم احبث أن يتفرج الآخرون على جهلي المطبق ولم أجده !!
الأمكنة القليلة الفارغة تواجه الباب أو أحد الممرات . توكلت على الله وجلست أمام الممر المؤدي للدرج .
رن الهاتف واعتذر الأستاذ وذهب ليرد عليه وبقيت أحدق في الكومبيوتر بغباء .
كلا..
لم أكن غبية إلى أقصى حد . شغلت الجهاز . لدينا مثله في الصيدلية وأعرف كيف أتعامل معه .
عاد الأستاذ حسن وبدأ يشرح لي ما هو الإنترنت ن وكيف أختار واشغل محرك البحث وكيف افتح موقعا وكيف انتقل من صفحة إلى صفحة كل ذلك بسرعة شديدة وبصوت مرتفعا اكثر مما ينبغي .. هكذا قدرت .
كان يردد كل حين " مفهوم ¿ ... مفهوم ¿ " وعيناه تنتقلان من الجهاز إلى الباب ¡ كأنه ينتظر أحداً .
عرف كل من بالجوار إنني جديده وأحسست بالارتباك . زاد ارتباكي عندما سألني الأستاذ حسن" والآن .. ماذا تحبين أن تفعلي ¿ "
لم تكن لدي أدنى فكره حدقت فيه بغباء .
واستدرك قائلاً وعيناه تراقبان شخصاً يهم بالدخول : " أنت تعملين في الصيدلية ¡ أليس كذلك ¿
لنر ما عندنا هنا عن الصيدلية ..."
غير معقول !! وإجازتي ¿ سألت نفسي وأنا أتطلع من دون حماس للائحة المعلومات العامة عن مهنة الصيدلية التي استعرضتها شاشة الكومبيوتر. اعتذر الأستاذ وذهب لاستقبال أحدهم ¡ وحاولت أ¡ أتذكر كيف أخرج من هذا الموقع الذي يذكرني بعمل أخذت إجازتي خصيصاً للهرب منه ...
تنحنح الجالس قربي ¡ شاب نحيل يضع نظارات سميكه وعرض علي المساعدة . لم أصدق نفسي . عاد يسألني أين أود أن " أبحر " ولم أعرف ما أقول . أقترح علي مواقع فنية وثقافية ورياضية ¡ وأخرى مسلية . ثم أكد لي أن أكثر مايجلب الناس الى الانترنت بشكل عام هو التعارف . أي تعارف ¿ سألت .. وجاءني الرد لبقاً:
" التعارف مع أشخاص وثقافات مختلفة وبلدان بعيده ومتنوعة ومناقشة أفكار وقضايا مهمة "
جذبتني الفكرة ¡ وسارعت بمساعدة جاري إلى تنفيذها .
فركت عيني بعد حين بتعب ¡ أهذا هو الانترنت ¿!
صداع .. ووجع رأس وتعب عينين وبحث لا ينتهي ¡ وتعارف من نوع عجيب ¿!!
بين عشرات الأشخاص الذين تعارفت معهم ¡ لم يكن ثمة شخص جدي يريد فعلاً تبادل الآراء والأفكار حول قضية محددة . الجميع يريد أن يلهو ¡ والجميع يبحث عمن يضيع وقته معه .
لا.... وأفضلهم هذا الذي يسمي نفسه قيساً .
لا يكف عن إرسال الرسائل العجيبة ! أين الأستاذ حسن ¿ أريد الخروج من هذا العالم المجنون . التحديق في سقف غرفتي أفضل من هذا العبث ¡ على الأقل لن يؤثر هذا في نظري...
رجعت بمقعدي بغتة إلى الوراء وهممت بالنهوض . اختلست نظرة لشاشة جهاز جاري ¡ تسمرت مكاني وأنا لا أصدق ما أراه .
كان قد فرغ للتو من كتابة بضعة اسطر ختمها بإمضائه ¡ قيس! ...
يا للجرأة ! هذا.. قيس¿¿
تركت مكاني بغضب ¡ وغادرت المركز وبدني يرتعش من الغضب .
حقاً .. إنه عالم آخر ... عالم مجانين ¡ يبدو أن التكنولوجيا لا تنفع معي ..
صممت على أن لا اعتب المكان مرة ثانية .
نجاة غفران
[FLASH=http://princeofhearts.jeeran.com/اريـــــــــن.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/FLASH]
CR) أرين
حبيت أخبر إني قريت موضوعك ومع كل موضوع لكي
أتمني لكي السعاده اخوك وليد #Q