واستَأسَدَ عُبَّادُ الصَّليب!!
جَمرُ الأسى أَوَّاهُ كمْ يكويني
وأَبِيتُ في هَمَّيْ أُغَصُّ بِعَبرَتي
أبكي على نسلِ الكِرامِ تَشَرَّدوا
صاروا وهم في أرضِهِم مِنْ ذِلَّةٍ
وغدوا عبيداً بعدَ أنْ سادُوا الوَرى
بلغوا الثُّرَيَّا عِزَّةً وبُطُولةً
يا ليتَ شِعريْ هلْ تعودُ فإنَّها
ليعودَ مَعْهَا ذلك العِزُّ الذي
كانوا الملوكَ يَهابُهم أعداؤهم
واليومَ عُبَّادُ الصَّليبِ تَنَمَّرُوا
نصبوا على أرضِ الرَّشيدِ صَليبهم
أولم تكنْ بغدادُ يوما ًقِبلةً
أولمْ تكنْ إنْ صاحَ منها قائدٌ
أو ليسَ من بغدادَ كانت رايةٌ
أو ليسَ من بغدادَ كان جِهَادُنا
فيدكّ للكُفرِ السَّحيقِ معاقلاً
واليومَ مالي لا أرى في رَوضِها
قدْ كان للتَّكبيرِ في أرجائها
ما عُدتُ أسمعُ غيرَ آهةِ طفلةٍ
وبُكاءِ ثَكلَى قد تَمَزَّقَ طِفلُها
فَتصِيحž : قوميْ مَنْ يَهبُّ لِنجدتي¿!
قومي أَمَا فيكم غَيورٌ وَيحَكُمْ¿!
أينَ الرِّجالُ الباذلونَ نُفوسَهم
ما بالُ قومي لا أرى في رَكْبِهم
أو يعبث الأوغادُ في بغدادنا
ويَطِيبُ عَيشٌ للكرامِ وأرضُنا
يا وَيحَ قومي مَالهم في ذِلَّةٍ
أُختَاهُ يَكفيْ إنَّ ما بُحتِيْ بِهِ
لكِنَّنا أُختَاه في قَيدِ الهَوى
أُختَاهُ عُذْراً لا تُنَادي إِنَّنا
أُختَاهُ إِنَّا قد شُغِلنَا عَنكُمو
والقادةُ المستسلمونَ رأيتهم
عاشوا وما زالوا عَبِيدَ مناصبٍ
شَادُوا القُصُورَ وأَبدَعُوهَا زُخْرُفَاً
وتَنافَسُوا في حَرْبِ كُلِّ مُجَاهِدٍ
آهٍ فكمْ قتلوا وكمْ قد عذبوا
مِنْ أَجلِ بوشٍ ويحهم يخشونهُ
أفٍّ لَهُ مِنْ أَحمَقٍ مُتكبِّرٍ
يَا لَيتَهم خافوا وهابوا مَنْ لَـهُ
مَنْ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيءٍ قُدرَةً
إِنْ تَنصُروهُ فإِنَّهُ يُمْدِدكُمُو
يَا رَبُّ نَصرَكَ والخَلاصَ لأُمَّتي
يَا رَبُّ وَعدكَ نَرتَجي إِنجَازَهُ
ومَرَارةُ الأَحداثِ كمْ تُضنيني
أبكيْ و دمعيْ لا يَمَلُّ جُفُوني
مِنْ بعدِ ذاكَ العِزِّ والتَّمكِينِ
كقَطِيعِ ضأنٍ قِيدَ للسِّكينِ
إذْ كانَ فِيهمْ نَخوةٌ للدِّينِ
في عينِ جالوتٍ وفي حِطِّينِ
وحياةِ ربِّ العَرشِ تَستَهويني
ذِكرَاهُ في أزْمانِنِا تُشجِيني
لمْ يخضَعوا يوماً لقسطنطينِ
واسْتَأسَدوا إذْ غَابَ أُسْدُ عَرِينِ
وا حسرتاه على رُبَى هارونِ
يُهدَى بها لِمعالمٍ وفنونِ¿!
تهتزُّ منْ رُعبٍ جيوشُ الصِّينِ¿!
للفَاتحينَ تُسَاقُ بالتَّأمينِ¿!
يمضي بنورِ الوحي والتَّبيينِ¿!
ويُذيقهُ ذُلاًّ عذابَ الهُونِ
إلاَّ صُراخَ البائسِ المِسكين!ِ
رَجْعٌ فَصارَ اليومَ رَجْعَ أنينِ
تُدمِي الفؤادَ بِصوتِها المَحزونِ
وتَناثرتْ أشلاؤه في الطِّينِ
أَيُبَادُ أَطفَالي أَمَامَ عُيوني¿!
أَينَ الذي يَهوَى عِنَاقَ العِينِ¿!
أمثالُ سَعد ٍ أو صلاحِ الدِّينِ¿!
حُرَّاً يَذودُ عَنِ الِحمَى بيمينِ¿
ويُدَنِّسونَ حَدائقَ المَأمون¿!ِ
في قَبضَةٍ للكافرِ المأفونِ¿!
يَرضَونَ دَوماً بالمَقام ِالدُّونِ¿!
يَندَى لَـهُ واللهِ كُلُّ جَبِينِ
أَسْرَى بِذُلِّ اليَائسِ المَفتونِ
موتى فنادي اللهَ خيرَ مُعِينِ
بحياةِ لَهوٍ ساقطٍ ومُجُونِ
ذَلُّوا لِعِلجٍ مِنْ بَني صُهيونِ
مَا هَمُّهُم إلا انتفاخُ بُطُونِ
وتَفَنَّنوا في صِنْعَةِ التَّزيينِ
حُرٍّ يَهِيمُ بِحبِّ هذا الدَّينِ
مِنْ صالحٍ في غيهبٍ وسُجونِ
أَيُخَافُ مِنْ بَشَرٍ أتى مِنْ طِينِ¿!
يَهويْ بِمَنْ والاهُ في سِجِّينِ
تَعنُو الوجوهُ بِهَيبَةٍ وسُكونِ
سُبحانهُ مَنْ قَالَ في المَكنُونِ
بالنَّصرِ وَعَداً ليسَ بالتَّخمينِ
عَجِّلْ لها يَا رَبُّ بالتَّمكينِ
وهوَ المُحَقَّقُ ليسَ بالمَظنُونِ
نداء صامت
حبيبتي
كم من الأشعار كتبت
ومن الحب شربت
ومن البعد اكتويت
كم سهرت على أنات الجوى
واهات الهوى
غير أني قد أبيت
أن أبوح بما حويت
لكنني في بحر حبك قد مضيت
سابحا بلا هدى
إلا هدى الحب في طهر قلبك
فأنا في خالص الحب انتهيت
حبيبتي
قد يعيش القلب دهرا
في جنون الهجر دهرا
ربما اكثر
أما بهجرك لحظة
يذبل القلب ويغفو
تذبل البسمة وتخبو
كم هو صعب أن أكابر
أن أنكر ضعفي أمام براءتك
وانهزامي لحنانك
صعب جدا يا حبيبتي
أن أرى الأشياء من دون ذكراك
صعب أن أتناسى اللهو قبيل النوم
والدفء عند الصباح
والقبلات الحرى
والحضان العميق
صعب ألا أتذكرك
في كل ما افعل
فكل ما افعله…من نهل محبتك
حبيبتي
ها أنا آت
بقلبي المهزوم آت
وفي يدي باقة ورد
أدق باب بيتك بصمت
اقف أمامك صامتا
ناظرا بعينيك
أحاكيها
أناشدها
علها تذكرني
وتحييني