مجندة أميركية تصلي في مسجد تكريت
ما أن تسمع الجندية ميسهشاي وايتكر صوت الأذان حتى تسارع إلى مسجد قاعدتها العسكرية في تكريت لأداء الصلاة.
المدار العربي بغداد - من باتريك موزير
خلعت السرجنت ميسهشاي وايتكر في الجيش الاميركي حذاءها العسكري ودخلت الى المسجد ما ان سمعت صوت الاذان المنطلق من مسجد تكريت يخترق جدران قاعدتها العسكرية ونزعت الجندية الاميركية خوذتها وغطت راسها بوشاح. ثم جثت على السجادة التي فرشتها على الارض باتجاه القبلة. كانت المرأة الوحيدة في مسجد الحارة الكبير في تكريت¡ معقل الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وبدأت تصلي على مسافة من المصلين الآخرين.
والسرجنت وايتكر (43 عاما) هي ايضا الجندي الاميركي الوحيد الذي يؤدي صلاة الجمعة في هذا المسجد الصغير الواقع داخل قصر الرئيس العراقي السابق الذي تحول الى مقر لفرقة المشاة الرابعة في الجيش الاميركي وبينما هي ساجدة تصلي كانت تتردد اصوات بعيدة لقذائف الهاون تذكر بان القاعدة الاميركية موجودة في وسط معقل سني تتعرض فيه القوات الاميركية لهجمات شبه يومية ويعمل المصلون الآخرون الموجودون في المسجد في القاعدة ايضا بعضهم ينتمي الى قوات الدفاع المدني العراقي¡ وهم يتدربون على يد الجيش الاميركي وبعضهم موظفون لدى التحالف.
وتقول السرجنت وايتكر¡ وهي من نيوجرزي (شرق)¡ وقد اعتنق اهلها الاسلام قبل ولادتها¡ "بصفتي مسلمة¡ فهي تجربة غريبة ان اكون هنا" الا انها لم تقصد اي مسجد خارج القواعد الاميركية منذ وصولها الى العراق قبل سبعة اشهر. فالخطر كبير¡ ولو انها ترغب كثيرا في ذلك. وتقول "ما زلنا في حالة حرب" ولا تتكلم السرجنت وايتكر العربية الا انها تحفظ بعض سور القرآن¡ وقد تعلمت بعض العبارات خلال وجودها في العراق. كما ان علاقاتها مع المسلمين الآخرين محدودة ولم يثر ايمانها الاسلامي اي مشكلة بين رفاقها¡ الا انه اثار فضول البعض.
وتقول وهي تضع حذاءها خارج المسجد المطل على نهر دجلة "اعتقد ان غالبية الجنود لا يفهمون الاسلام" وتضيف الجندية وهي ام لشابة في الثانية والعشرين¡ "قد يجدون صعوبة في الفهم. احيانا يكون الجهل مصدر سعادة¡ واحيانا مصدر خوف" وتمكنت وايتكر منذ وصولها الى العراق¡ من تأدية الصلاة كل يوم جمعة " اننا جنود قبل كل شيء. ولكن لا يهم من نكون فاننا نستطيع دائما الصلاة في كل الاحوال" وتؤدي وايتكر عادة الصلاة الاسبوعية في معسكر سبيشر القريب من تكريت. الا انها قررت هذه المرة التوجه الى المسجد الواقع في المجمع الرئاسي السابق.
ويؤكد جمال عيسى الذي يؤم الصلاة ان وجود الجندية لا يطرح اي مشكلة بالنسبة اليه موضحا مع ذلك انه لا يفترض بالنساء والرجال ان يصلوا في مكان واحد داخل المساجد ويضيف جمال عيسى وهو سائق الشاحنة المصري يعمل بين الكويت والعراق لنقل التموين لقوات التحالف "لا يوجد مكان مخصص للنساء في هذا المسجد. (...) والمشكلة ليست في وجودها لان لها الحق في الصلاة. لكن المشكلة في المسجد".