اكتشاف أسرار قهر سرطان الرئة للعقاقير
سرطان الرئة من أكثر أنواع السرطان التي يصعب علاجها
بسهولة¡ إلا أن العلماء اكتشفوا سر تمكن سرطان الرئة من
التغلب على أثر العلاج الكيميائي القوي.
وأظهرت الاحصاءات الأخيرة أن مريضا من بين كل 20 مصابا
بسرطان الرئة يعيش أكثر من خمسة أعوام.
وأفاد خبير من كلية "إمبريال كولج" في لندن بأن ذلك يرجع
إلى أن الخلايا السرطانية في الرئة تعد لنفسها خطة من
مرحلتين للبقاء على قيد الحياة عندما تهاجمها العقاقير
المضادة للسرطان.
ويمكن أن تساعد نتائج الكشف الأخير في التوصل لطرق أكثر
فعالية للقضاء على سرطان الرئة.
ويقوم فريق كلية "كامبريدج كولج" الذي يترأسه الأستاذ
مايكل سيكل بدراسة خلايا سرطانية صغيرة التي تعد من أكثر
الخلايا السرطانية قدرة على مقاومة العلاج.
ويذكر أن كافة أنواع الخلايا الطبيعية تتبع آلية
"انتحار" حيث تموت تلقائيا إذا تقادمت في العمر أو أصيبت
بأي تلف. أما الخلايا السرطانية فإنها مختلفة لأنها لا
تنتحر مهما تقدم بها السن.
مقاومة العقاقير
وتقوم العديد من عقاقير علاج السرطان بدفع الخلايا
السرطانية للانتحار. وأثبتت هذه العقاقير فعالية كبيرة
في علاج العديد من أنواع السرطان.
ونجح عقار يسمى "إيتوبوسايد" عند استخدامه لأول مرة في
القضاء على خلايا سرطان الرئة الصغيرة إلا أنه سرعان مع
فقد فعاليته لأن خلايا سرطان الرئة بدأت في مقاومته.
وبحث فريق الأستاذ سيكل في كيفية اكتساب الخلايا
السرطانية على هذه القدرة.
واكتشف فريق الباحثين أنه عندما تتعرض الخلايا السرطانية
للعقار فإن سلسلة من التفاعلات الكيميائية تبدأ داخل
الخلايا وتمكنها من حماية نفسها.
ويقوم جزئ يطلق عليه اسم "إف جي إف-2" بابطال جميع آليات
الانتحار داخل الخلية السرطانية.
كما أن التفاعلات الكيميائية التي تجري داخل الخلية
السرطانية تبطل مفعول جزئ يحمل اسم "سماك" المسؤول عن
تفعيل آلية الانتحار داخل الخلية.
ويعني التأثير المزدوج للتفاعلات الكيميائية داخل
الخلايا السرطانية أنه تفعيل آلية الانتحار يعني العمل
على محورين منفصلين لهزيمة الخلية السرطانية.
لكن البحث الأخير نجح على أية حال في اكتشاف أسلوب
المقاومة المزدوجة التي تستخدمها الخلايا السرطانية
لابطال آلية الانتحار بها الأمر الذي يعني أنه قد يتم
تطوير عقاقير جديدة تستطيع التغلب على أسلوب مقاومة
الخلايا السرطانية.
وقال سيكل "يمكن أن تكون عقاقير السرطات فعالة في بادئ
الأمر إلا أن المرض سرعان ما يتحول إلى صورة يصعب
علاجها...يعد هذا الأمر عائقا أمام التوصل لعلاج فعال
لسرطان الرئة."
وأضاف سيكل "إننا نعرف أن الجزئ المعروف باسم 'إف جي
إف-2' قد عثر عليه في دماء المصابين بالسرطان. تستخدم
الخلايا السرطانية هذا الجزئ لحماية نفسها من العلاج
الكيميائي وضمان بقائها على قيد الحياة...إذا تمكنا من
ابطال مفعول هذا الجزئ يمكننا اجبار الخلايا السرطانية
على الانتحار لتصبح حساسة مرة أخرى للعقاقير المضادة
للسرطان."
ومن جانبه¡ قال الأستاذ روبرت سوهامي من مركز أبحاث
السرطان البريطاني الذي قام بتمويل البحث "إن أكبر عائق
يقف في سبيل علاح خلايا سرطان الرئة الصغيرة هو قدرتها
على تطوير مقاومتها للعلاج الكيميائي...إن اكتشاف ذلك
الجزئ يعد أمرا أساسيا من أجل تطوير عقاقير جديدة وإطالة
عمر المرضى."