السلام عليكم
سلمت يداك اخ عبد المالك للنقلك للحوار
استمعت بقرأته
يعطيك العافيه
تحيتي
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد أحببت اليوم أن أنقل لكم شيئ من المقامات السلطانية مستعينا بالله تحت عنوان: حوار مع ابن عمران حول السلطان نبدأ إن شاء الله .
قال عليُّ بن عمران : اعلموا أن السلطان ¡ ظل الله في الأوطان ¡بهيبته تحفظ البلاد وتسعد العباد ¡ وبعدله تأمن الآفاق ¡ وتقام الأسواق ¡ وبسيفه تنصر الملّة ¡ وترفع الذلّة .
أما الظلوم الغشوم ¡ فمجده مهدوم ¡ وسيفه مثلوم ¡ وجنده مهزوم . اسمعوا ابن خلدون ¡ لعلكم تعتبرون . إن السلطان إذا عدل ¡ شفيت بعدله العلل ¡ وزال الخلل ¡ وذهب الزلل ¡ ونصر الله دولته بين الدول . أما إذا السلطان جار ¡ ألزمه الله الصغار ¡ وألبسه العار ¡ وسلط عليه الدمار ¡ وجعل مصيره النار .
قلنا يا ابن عمران : وكيف يكون العلماء مع السلطان ¿
قال : لا تقابل السلطان بالقوة ¡ فيلقيك في هوّة ¡ وكما قالت العرب في الكتب : لا تمازح الأسد ¡ فإنه أبو لبد . فالعالم لا يخالط السلطان حتى كأنه حاجب ¡ أو كاتب ¡ أو حاسب ¡ لأن الصاحب ساحب ¡ بل ينصحه من بعيد ¡ ويزوره كل عيد ¡ويدعو له بالتسديد . ولا ينصحه أمام العوام ¡ لأنهم هوام ¡ أصحاب طوام ¡ بل يداريه ولا يماريه¡ وينكر عليه ولا يجاريه . ويكلمه كلاما بيِّنا ¡ ويقول له : قولا ليِّنا .
قلنا : فإن أعطاه السلطان مالا ¡ وقال يأخذه حلالا ¡ ويصلح به حالا .
قال : إن كان هذا المال ليشتري به دينه ¡ من أجل أن يذله ويهينه ¡ فالمنيّة ولا الدنية ¡ وركوب الجنائز ¡ ولا قبول الجوائز . وإن كان هذا العطاء من بيت المال بلا سؤال ¡ ولا مكر واحتيال ¡ فرزق ساقه الله إليك ¡ سواء كان بنقد أو بشيك ¡ فهو لك لا عليك .
قلت : فما رأيك في الخروج على السلطان ¿
قال : لا تفعل إلا إذا رأيت كفراً عندك فيه من الله برهان .
قلت : فإن حرمني وشتمني وظلمني ¿
قال : حسيبك الملك الديان ¡ يوم يوضع الميزان ¡ ويظهر البهتان .
قلت : فماذا يجعل السلطان من الصلحاء ويحمله على نهج الخلفاء الأوفياء ¿
قال : إذا شاور العلماء ¡ وخالف السفهاء ¡ وجالس الحكماء ¡ وصاحب الحلماء .
قلت : يا ابن عمران فماذا يفسد السلطان ¿
قال : الاشتغال عن الرعية ¡ والجور في القضية ¡ وعدم الحكم بالسويّة .
قلت : فماذا يلزم السلطان حتى يعان ¿
قال : تنفيذ الحدود ¡ وتقوية الجنود ¡ والوفاء بالوعود ¡ والالتزام بالعهود ¡ وإكرام الوفود .
قلت : فماذا يجب للسلطان على الرعية ¡ من الواجبات الشرعية ¡ والحقوق المرعية ¿
قال : الدعاء له بظهر الغيب ¡ ولا ينشر ما فيه من عيب ¡ وطاعته إلا في الحرام ¡ والنصح له في توقير واحترام .
قلت : أخبرنا بما في سيرة الحكام من العبر ¡ وما ورد فيها من أثر ¡ فإن الله ينفع بالسير ¿
قال : انظروا ما ذكره الله في القرآن ¡ وما سطره في التأريخ والأعيان .
قلت : لماذا فسد الحجّـاج ¡ ووثب على الأمة وهاج ¿
قال : الرجل بالله مغرور ¡ غره المدح والظهور ¡ فأخذ يظلم ويجور .
قلت : فمن جُلاسـه ¿
قال : هم ما بين عامّي عري عن العلم ¡ محروم من الفهم ¡ أو فاجر مات قلبه ¡ وتبلد لبه .
قلت : ولماذا فسد الخليفة الأمين ¿
قال : أقبل على اللعب ¡ واشتغل بالطرب ¡ وأهان أهل الحسب ¡ وقرب الوشب .
قلت : فلماذا أيد الله عمر بن عبد العزيز ¡ وجعله في حرز حريز ¿
قال : الرجل اتقى ربه ¡ وخاف ذنبه ¡ وأصلح ما بينه وبين الديان ¡ فعمّر الله به البلدان . ركب سفينة السنة ¡ فأوصلته الجنة .
قلت : فأخبرنا بصفات تصلح السلطان ¡ وتوصله الرضوان ¿
قال : عليه بصدق الصدِّيق ¡ وعدل الفاروق ¡ وسخاء عثمان ¡ وشجاعة عليّ إذا التقى الجمعان .
قلت : فمن أحق الناس بإكرام السلطان ¿
قال : عالم عامل ¡ وعابد فاضل ¡ وشيخ كبير ذابل .
قلت : فمن أحق الناس بعقوبة السلطان ¿
قال : السفهاء ¡ الذين يحتقرون العلماء ¡ والمجاهرون بالمعاصي صباحاً مساء . ومن يأخذ حقوق العباد بالاعتداء .
قلت : فلماذا أحب الناس الخلفاء الراشدين ¿
قال : لأنهم كانوا صادقين ¡ وبربهم واثقين ¡ وبرعيتهم رفيقين .
قلت : فلماذا سقطت الدولة الأموية ¡ وقد كانت قوية ¿
قال : أخّر القوم الصلاة ¡ وأكرموا العصاة ¡ وجاروا في الأحكام ¡ فانقلبت بهم الأيام .
قلت : فلماذا سقط بنو العباس ¡ وقد كانوا أهل نجدة وبأس ¿
قال : هجر القوم المثاني ¡ واشتغلوا بالأغاني ¡ وملأوا القصور بالغواني ¡ وغرتهم الأماني .
قلت : فلماذا سقطت الدولة العثمانية ¿
قال : قربوا الصوفية ¡ وحاربوا الدعوة السلفية ¡ وأهانوا الرعية ¡ واشتغلوا بالملذات الدنيوية ¡ وأهملوا الشعائر الدينية .
قلت : فما معنى كلام ابن تيمية : إن الله ينصر الدولة الكافرة ¡ إذا كانت عادلة ويمحق الدولة المسلمة ¡ إذا كانت ظالمة ¿
قال : هذا كلام صحيح ¡ وفهم مليح . فالدول إذا عدلت قرّت ¡ واستقرت ¡ وأعطاها الله الأمان ¡ من روعات الزمان ¡ ومن مصائب الحدثان . وإذا ظلمت محقت وسحقت ¡ وتمزّقت وتفرّقت . وهذه سنة ماضية ¡ وحكمة قاضية .
قلت : ولماذا قال عمر على المنبر يوم صاح بطنه من الجوع وقرقر : قرقر أو لا تقرقر والله لا تشبع حتى يشبع الفقير المقتر ¡ والشيخ المعسر ¿
قال : عمر إمام العدالة ¡ شرح الله بالعدل باله ¡ صدق الله فأصلح أحواله ¡ وجعل التقوى سرباله . فسيرة عمر تخوف الظالمين ¡ وترهب الآثمين ¡ وهي قصة بديعة في العالمين .
قلت : ما رأيت الظالم طال عمره ¡ ولا حماه قصره ¡ ولا ارتفع قدره .
قال : أما تدري أن الله أخرج كل ظالم من قصره وجره ¡ وقطع دابره بالمـرة ¡ واستنـزله من برجه العاجي كأنه هرة .
قلت : مثل ماذا يا هذا ¿
قال : عجباً لك أما تعي ¡ وأنت بالعلم تدعي . أما أهلك فرعون وخرب داره ¡ وترك قصوره منهارة ¡ ودس أنفه في الطين كأنه فارة .
أما رأيت شاوشيسكوا رئيس رومانيا المهين ¡ مزقه شعبه وهو لعين ¡ سحبوه في الشارع كأنه تنين ¡ فما كان له من فئة ينصرونه وما كان من المنتصرين .
أما رأيت شاه إيران ¡ السفيه الغلطان ¡ الذي كان بكأس الظلم سكران ¡أكثر من السلب والنهب ¡ والضرب والصلب ¡ فطرده شعبه كالكلب . فمات في مصر مع فرعون ¡ وكتب في التاريخ الشاه الملعون .
أما رأيت ماركوس رئيس الفلبين ¡ أحد الظلمة الكاذبين ¡ أذاق قومه الويلات ¡ وأسقاهم كأس النكبات ¡ فمال عليه قومه ميلة واحده ¡ فإذا دولته بائدة ¡ فصار في العالم طريدا ¡ وأصبح في الأرض شريدا .
قلت : أرشدتني أنار الله فكرك ¡ وأعلا ذكرك ¡ وقد حملت شكرك .
أسف على الإطالة أخوكم في الله عبد المالك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم
سلمت يداك اخ عبد المالك للنقلك للحوار
استمعت بقرأته
يعطيك العافيه
تحيتي
كل الشكر للأخت دانه على التوقيع الله لايحرمنامنك
أخي عبدالمالك
جزاك الله خيراً فيما تقلت
فعلاً حوار رائع
وممتع
جزاك الله خيراًَ