قبل أيام قليلة زار المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أمازون "جيف بيزوس" المملكة, وقابل سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ومجموعة من المسؤولين كوزير التجارة والاستثمار ووزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية, هذه الزيارة اللافتة لأحد أهم قادة التجارة الإلكترونية جاءت متوافقة مع الحدث الضخم الذي تحتضنه العاصمة الرياض بعد يومين, وهو منتدى "مسك" العالمي, الذي يجمع لأول مرة جوقة منتقاة من أبرز عقول العالم هنا, أمام شبابنا وفتياتنا المتعطشين للمعرفة والخبرة.
لكن دعونا نَعُدْ إلى الوراء قليلاً, إلى شهر يونيو الماضي حينما كان "وادي السيليكون" على رأس جدول أعمال زيارة سمو ولي ولي العهد إلى الولايات المتحدة الأمريكية, جولات واتفاقات مكوكية, من "فيسبوك" إلى "أوبر" و "أكاديمية خان", ومن عملاق التقنية "مايكروسوفت" إلى العملاق الآخر "سيسكو", ولا تنس الفخر بالشباب السعوديين العاملين في كبريات شركة التقنية في "وادي السيليكون", كل هذا الزخم يؤكد الرسالة الواضحة أن أحد أهم مسارات رؤيتنا الوطنية تمر عبر فرص تقنية المعلومات, وتطويعها لتكون مصدر تنمية مستدامة وتنافسية متصاعدة.
والآن لننتقل الى ما يحدث في الرياض بعد ثمان ورابعين ساعة فقط. حيث نجد نخبة رواد الأعمال الشباب وقادة المبادرات المبتكرة من 65 بلداً حول العالم يقدمون خلاصة تجربتهم هنا, أمام نحو 1500 شاب وشابة نصفهم من شبابنا ونصفهم الآخر من كافة أنحاء العالم, أو ليست تلك دعوة نحو انطلاق شبابنا لاغتنام فرص التعلّم وتشارك المعرفة والتجربة للفوز بالنجاح¿ دون الحاجة لإعادة اختراع العجلة من جديد, فهناك –مثلاً- "سام ألتمان" أحد ممولي موقع "Airbnb" أشهر موقع لحجز وتشارك الغرف المنزلية, أو الأندونيسية "دياجينغ ليستاري" مؤسسة موقع "hiijap" الناشط في بيع الملابس النسائية الإسلامية, والذي حصل على تمويل من صناديق الاستثمار في وادي "السيليكون", أو الطاهي "بدي فالاسترو" نجم برامج الطهي ومستثمر الفنادق الذكي, وغيرهم من رؤساء البنوك وصناديق الاستثمار وقادة المبادرات الشبابية عبر العالم.
لا غور أن الكرة اليوم وسط ملعبنا نحن الشباب, فإما أن نلتقطها ونتقدف بها نحو الأمام, وإما أن نقف في المدرج نتفرج على الآخرين من حولنا يجربون ويبدعون وينطلقون إلى الأمام, ونبقى نحن مجرد رجع صدى لما ينجزون, من الضروري أن نؤمن أن كل هذه التحركات الرسمية عبر "مجلس الاقتصاد والتنمية" وغير الرسمية عبر مؤسسة "مسك" الخيرية وغيرها تؤكد رسالة واحدة: أنه عصر الشباب المتعطش للمعرفة والقادر على تحولها إلى استثمار مجزٍ وقوة ناعمة لبلادنا.
نحن الشباب أمام فرصة تاريخية فإما أن نتشجع ونمسك زمام المبادرة, ونشارك في تنويع مصادر الدخل, ونستفيد من شبابية مجتمعنا والمجتمعات المحيطة بنا, أو نستكين للراحة والدعة, ونبقى أسرى أحلام اليقظة والأماني.. الخيار بيدك.. أنت وحدك.
تويتر asalsultan




إضغط هنا لقراءة المزيد...