تحرص القيادة السعودية على تمكين المواطن وظيفيا بعد الحرص عليه ومتابعته تعليميا وتأهيله لسوق العمل. ولعل برنامج "الانكشاف المهني" الذي تبنته وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لدراسة أوضاع سوق العمل كشف عن وجه لما يعرف بـ"الوظائف الحرجة". وتم نحت هذه المفردة للتعامل مع قضية خطيرة تجعلنا ننشغل بالمفهوم اكثر من المضمون. فالقضية بهذا المفهوم الجديد تعني كما ورد في الخبر " المهن الحرجة التي تسيطر عليها العمالة الوافدة من جنسية واحدة أو جنسيات متعددة منذ وقت مبكر¡ لتحديد نسب التوطين المناسبة لها¡ بما يضمن الحفاظ على استدامة المهن وتحقيق الأمان الوظيفي¡ وعدم تأثرها في حال مغادرة أعداد كبيرة من الجنسيات المهيمنة عليها". فلدينا إشكالية واضحة في تحديد خطورة الحرجة وسيطرة العمالة الوافدة منذ وثت مبكر وسيطرة الجنسية الواحدة على سوق العمل السعودي في وظائف محددة , وأخيرا تحديد نسب التوطين في تلك الوظائف الحرجة. جملة من القضايا الحرجة التي يصعب ابتلاعها, ولكن ما يخفف من شرورها ان الوزارة أتت أخيرا على تلك القضية المفصلية التي تزداد سوءًا مع بروز الوظائف الرقمية التي لا نزال نعرف عن نشأتها الكثير. بل ما يثير القلق ان بعض الوظائف الرقمية الجديدة قد لا تكون منظورة بالعين الوطنية المجردة لأنها لا تتم على ارض الوطن ولكنها تسلب الوظائف لخارج الحدود في عالم افتراضي. فعلى سبيل المثال ما اكثر السكرتيرات الاميركيات في مختلف المؤسسات ومع هذا فنسبة البطالة بينهن عالية والسبب يعود لسحب البساط من تحت ارجلهن وترحيل بعض الوظائف الى الهند والفلبين ودول اسيوية أخرى. وهو ما سيحدث عندنا قريبا مثل بعض الدول المحيطة بنا, فهناك وظائف رقمية تنقل لبعض دول الجوار بسبب رخص تكلفة التنفيذ وبالرغم من ان معظم المنفذين من غير السعوديين. ويجب ان نشيد بجهود الوزارة كمواطنين ونعزز اشادة مجلس الشورى بتلك الدراسات التي ستكشف لنا مرارة السوق الذي اوجد لنا حالة تعرف بالوظائف الحرجة التي تمكن العمالة الوافدة من لوي الاذرع وقبولها على حساب التوطين. ولذا لابد ان نقف عند مفترق الطرق الخاص بالتوطين والوظائف الحرجة. فالتوطين يعني التأهيل مهنيا وثقافيا حتى يقبل المواطن بالمواطن المهني . ولنا تجربة مع الكدادة التي تجعلنا نهرب من سلوكياتهم الى أي اسيوي آخر بسيارة ليموزين. والجانب الآخر ان لا تقتصر الدراسة على الوظائف الحرجة المتشكلة وانما تمتد الى الوظائف التي بدات تتشكل بشكل لافت للنظر.عندها يتم الدفع بمجاميع من المواطنين وبأسلوب البيوت المحمية ان اردنا لهذه البذور الوطنية ان تنمو بطريقة غير حرجة .
Draltayash@yahoo.com




إضغط هنا لقراءة المزيد...