خلال اجازة الاسبوع الماضي احتضنت الرياض مهرجان الشارع الثقافي في طريق التحلية,شخصيا أجد أجمل تفاصيل المشهد تمثلت في حضور العائلة السعودية بكامل أركانها¡ من نساء¡ ورجال¡ وأطفال¡ للاستمتاع بتلك الفعاليات. حضور مستمر على مدار الأسبوع, مما يؤكد قدرتنا على التعايش دون ان نخدش جمال ذلك التعايش بوصاية تفترش سوء الفعل عند شبابنا, فيما الواقع يؤكد أن أغلبهم يحترم نفسه ويحترم حرية غيره...,حالة تعايش جميلة بتنوع الحضور بين أهل الرياض من مواطنين¡ ومقيمين¡ بالإضافة للقادمين من القرى المجاورة للرياض¡ وربما من مدن في مختلف محافظات بلادنا المترامية الأطراف¡ في سياحة داخلية تحتاج لتكثيف البرامج¡ وتنويع الفعاليات لتجتذب الجميع, تكثيف تلك الانشطة من شأنها ان تخلق بيننا¡ وداخلنا حالة عالية من الجمال في التذوق¡ والنبل في التعامل مع الآخرين...
الشارع الثقافي من اسمه يعني تنوع مشارب المشاركين¡ والمتابعين¡ ممن استوقفتهم لوحة¡ او منحوت¡ او شاب يسرد مجداً كان ,بين لوحة لفنان¡ او فنانة¡ لا يخضعون لمدرسة فنية محددة¡ حيث كان الالهام خطوطا تمتزج فيما بينها¡ ليكون اللون خيالاً لا يقرأه إلا عاشق للجمال¡ ومؤمن أن الإبداع منحة إلهية تميز البعض, وبين قلم يرسم الحروف بإبداع الخطاط¡ وفتاة تنظم الجمال بخطوط¡ وألوان تزهر¡ وتثمر¡ ولا تخدش¡ ولا يستوقفها اختصار ساعات حضورها اليومي للساعة التاسعة¡ فيما زميلها يمتد زمنه للحادية عشرة. شخصيا تمنيت انتهاء الفعالية العاشرة للفريقين من باب العدالة, وريشة رشيقة تستوحي الجمال من بيئتها. وتتباهى بتفاصيل المشهد النسائي القادم للمشهد العام بقوة وثبات, وأنامل تضيف للصخور جمالاً آخر بنحتها لتكون جزءاً من مشهد إبداع الإنسان السعودي...
الكتاب كان حاضرا¡ وإن كان حضوره على استحياء¡ إلا أن مشاركة مكتبة الملك عبدالعزيز تستحق التقدير¡ خاصة وانها كانت موجهة للطفل ...
الغريب أن الفعالية الثقافية لم تأتِ من هيئة الثقافة¡ ولم تكن لهيئة الترفيه ذراع ممتدة للدعم ,بل أن شارع الثقافة جاء بجهود من أمانة مدينة الرياض¡ التي مازالت تجاهد لتحقيق أنسنة مدينة الرياض منذ سنوات¡ وهي تبذل جهودا تستحق الشكر,بين عروض مسرحية¡ ومهرجان للزهور¡ ومهرجان للأسر المنتجة¡ واليوم شارع الثقافة.
أنا أحب الرياض¡ كانت مرتكز المهرجان الثقافي, وهي مرتكز جميل¡ ومحفز للإبداع وتأكيد الانتماء للوطن...
رغم كل ذلك إلا ان المهرجان جماله ليس في إثراء الفن والثقافة¡ فلم تكن الاستعدادات تؤدي لذلك¡ جماله ومنتجه الايجابي في قدرته على تكريس ثقافة التعايش بين مكونات المجتمع الواحد¡ وهي غاية تستحق أن نبذل لها الكثير¡ وان تشترك كافة المؤسسات في تحقيقها....
ولعل نجاح المهرجان في جذب الناس لمشاهدته رغم بساطته¡ تحفز هيئة الثقافة وهيئة الترفيه لحراك عالي المستوى¡ حراك يجعلنا نحتار في الاختيار¡ ونحتار في برمجة جدولنا اليومي خاصة في الإجازات .




إضغط هنا لقراءة المزيد...