الصفح ثأر العظماء وخلق الأصفياء¡ تعتنقه النفوس الكبيرة المليئة بالشجاعة والمروءة دون انكسار¡ فالشجرة لا تحجب ظلها حتى عن الحطاب¡ وهذا السبط الكريم الحسن بن علي رضي الله عنهما يؤثر من قوله: "لو أن رجلا شتمني في أذني هذه¡ واعتذر في الأخرى لقبلت عذره"¡ إن خلقا بهذه المكانة أحرى بأن يسود فالصفح سجية نتجاوز بها الإساءات¡ ونغضي بها عن الزلات¡ ونفيض بها رحمة وعطفا يطفئان كل المشاكل التي ألهبت مجتمعاتنا¡ فمزقت الأواصر وفككت عرى المحبة ومحت كل الذكريات العتيقة.
استحضرت العفو والصفح والتسامح إثر مكالمة هاتفية لمرؤوسي بعد أن شف سريعا عن طهارة قلبه ونبل أخلاقه ليس لمعالجة مادة أو صورة صحفية¡ بل لرأب صدع متوار¡ قرأه بحدسه ونباهته¡ فساق العذر للغير بلطفه¡ وبرر الموقف بحسن ظنه¡ وقيل قديما: "قلوب الرجال وحشية فمن تألفها أقبلت عليه"¡ فلا أعدمه الله خلقا أحله هذا المحل.




إضغط هنا لقراءة المزيد...