في مطبوع اسمه " أساطير وأكاذيب وخرافات قَبِلها التاريخ " لكاتبه ريتشارد شنكمان "240 صفحة" يحاول الكاتب أن يورد حججاً لوقائع تاريخية اعترفنا بها¡ وربما درسناها¡ وسجلها التاريخ وصنعوا منها أفلاما وثائقية يُشاهده الناس¡ وهي في الواقع كانت أضغاث أحلام أو أقرب ما يكون إليها.
ولعلنا نرتكب أخطاء كبيرة ولا تقبلها الأجيال القادمة إذا سمحنا للإحصائيات الكثيرة والكبيرة جدا التى تمتليء بها الصحافة الحاضرة اللامسؤولة¡ والتي يُقصد من معظمها الإثارة¡ أو رفع الرقم التوزيعي للمطبوعة¡ أو انتشار الموقع الإلكتروني الذي يبثها.
ومع ازدياد الحاجة إلى إحصائيات علمية دقيقة¡ فبقدر ازدياد الحاجة إلى هذه الإحصائيات تزداد الحاجة إلى دقتها.
ولكم أن تتصوروا إحصائية عن حالة ما¡ عهدتْ بها المطبوعة إلى محرر¡ أو مراسل صحفي مبتدىء¡ لا يهتم الأخير أن يكتب ما حصل عليه¡ أو ما يحلو له فقط من أجل إنجاز المهمة.
والإحصاء علم مستقل¡ وله تشعباته¡ ويُدرّس في الجامعات¡ وتناوله من أيدي غير خبيرة¡ ومدرّبة¡ وأمينة يجعلنا ندخل كتابات في إعداداتنا المستقبلية من اقتصاد واجتماع وأمن¡ وأيضا تدخل تلك إلى مقررات دراسية نُلزم أبناءنا بقراءتها¡ أو الاعتماد عليها في بحوث قادمة.
كريمون نحن بإلحاق أفعال التفضيل في دراساتنا¡ وخصوصا تلك التي دفع ثمنها طرف آخر¡ كجهة رسمية¡ أو أهلية. كاتبو تلك التوصيات المغّلفة بالجهل¡ أو المُغفّلة¡ هم عندي سُرّاق يسرقون الجيل الحالي والمستقبلي .
رغم سرورنا البالغ في رؤية إحصاءات مالية معتدلة¡ ومنصفة عن النشاط¡ والأسهم وانحسار الجريمة في بلداننا¡ إلا أن ظهور المغاير فجأة¡ يتركنا محبطين وخائبي الرجاء في شركات استشارية (تحّدّثْ علينا) غصبا عنا. والأخيرة عبارة سمعها مصلو مسجد اعتاد إمامه أن يتلو حديثاً مملاً بعد صلاة العصر . وعندما تضجر المصلون وأرادوا الخروج بعد الصلاة مباشرة أقفل الباب وقال العبارة التي ذكرتها .




إضغط هنا لقراءة المزيد...