حرص العرب منذ القدم على قيمهم وعاداتهم التي تحفظ للمرأة مكانتها وحرمتها وسترها وغض البصر عنها وقد ورد في الشعر الجاهلي ما يدل على حرصهم على هذه الشيم حتى اصبحت الجارة في موقع الأخت والأم وهذا دليل على عفة ونزاهة العربي يقول عنترة بن شداد:
وأغض طرفي مابدت لي جارتي
حتى يواري جارتي مأواها
وقد جاء الإسلام مؤيدا لهذه العادة النبيلة والحث على المحارم والغيرة عليها وعلى غض الطرف والشواهد الشعرية كثيرة في هذا الجانب سواء في الشعر العربي الفصيح او في الشعر العامي وهذا ليس بمستغرب. فالعرب تتوارث العادات الطيبة والنبيلة والتي تتماشى مع دينهم الاسلامي يقول الشاعر منديل الفهيد:
هذا الشجاع اللي نزيه من العيب
حرمة غريمة عدها من حريمه
وهذا تأكيد على أن العربي وضع المحارم له ولغيره في قائمة المساس بالشرف والكرامة واعتبروا ان الخيانة والغدر في النساء من الصفات الدنيئة حتى ولو وصل الأمر الى نساء العدو والذي يعرف بالغريم. وقد نبذ المجتمع العربي الأصيل منذ القدم الشخص صاحب الغدر وتابع سواد النساء يقول الشاعر بندر بن سرور:
أحد يحاول بالردى بنت عمه
وأحد يحاول ستر عذراء عوانيه
وفي المقابل كانت المرأة أيضا حريصة على عفتها وشرفها وقد ضربت اروع الأمثلة في ذلك وكانت رغم ما تفرضه الحياة عليها من الاحتكاك بالرجال لظروف الحياة الصعبة وطلب المعيشة الا انها حريصة على سمعتها وشرفها وتعيب على الرجل الذي يبحث عن الطرق الملتوية عليها تقول احدى النساء:
إن كنت ذا حسب وذا نسب
ان الشريف بغض الطرف معروف
واقطع رجاك لحاك الله من رجل
فإن قلبي عن الفحشاء مصروف
وغالبا ما تبحث المرأة عن الطريق الصحيح في علاقتها مع الرجل ورغم ما يتكون من علاقات وجدانية وحالات العشق إلا انها كانت تصب في العشق العفيف المنتهي بالزواج تقول ليلى الأخيلية:
وذو حاجة قلنا له لاتبح بها
فليس اليها ماحييت سبيل
لنا صاحب لاينبغي ان نخونه
وانت لأخرى صاحب وخليل
ومن منطلق تكامل الشيم والعادات الحسنة في الرجل حرص العربي على جارته ونساء البعيد وكان حاميا لهن وسترا لهن من ضعاف النفوس.




إضغط هنا لقراءة المزيد...