هناك من تأخذه الحماسة لدراسة عدد من الأسهم المدرجة دراسة عميقة -وفق اعتقاده- فينكب على قراءة الميزانيات والتقارير والأخبار السابقة واللاحقة -توقعاً-..
ثم يقارن ما خرج به من دراسات (شخصية) مع أسعار الأسهم السائدة وقت الدراسة¡ فتأخذه الحماسة المفرطة لسهم أو اثنين أو ثلاثة يرى -بما لا يدع مجالاً للشك في نظرة- إنها دون سعرها العادل بكثير¡ وأنها من فرص العمر التي لا تتكرر¡ وأنها هي (الدانة) التي كان يحلم بالعثور عليها غواصو الخليج في الزمن القديم.
هنا يسابق الوقت والساعة شراء محموماً في تلك الشركات المحدودة التي آمن برخصها إيماناً حازماً (وقد تكون شركة واحدة فقط) وقد يأخذه هوس الحماسة إلى الاستدانة من المصرف لشراء المزيد من أسهم تلك الشركة الوحيدة أو الشركات المحدودة التي جزم أنه ببحثه عنها أتى بما لم تأتِ به الأوائل وأنه لم يبقً إلا العزم والتنفيذ السريع فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم..
هنا قد يغوص هذا المتحمس في لجة تلك الأسهم بعنف شديد فاقداً الاتجاه لاشتداد مراوح الطمع التي تلهب خياله وتعده بثروة هائلة في وقت وجيز¡ والطمع يجعل الإنسان يفقد الاتجاه والاتزان ويشبه الغواص الذي يفقد الاتجاه فيزداد غوصاً في العمق وهو يريد الخروج..
«رأى لجة ظنها موجة
فلما تمكن منها غرق»
الذي أريد قوله هو ألا يعتمد الإنسان على دراسته الشخصية ويبني عليها قرارات خطيرة كالاستدانة بقوة وتركيز موجوداته وديونه في شركة أو ثلاث بناء على دراسة زينها الحماس¡ فالسوق أكبر من الاجتهاد الشخصي وما لا يراه الدارس أكثر مما يراه والاندفاع المحموم بمحرك الطمع كثيراً ما أودى بصاحبه وأسلمه للغرق.
الاتزان والاعتدال والتروي وحساب المفاجآت أمور لا يغفلها عاقل يغوص في لجج الأسهم.
إضغط هنا لقراءة المزيد...