قبل أيام أعلن مجلس الوزراء إقرار فكرة تخصيص الأندية السعودية¡ وهو الأمر الذي طالب به الإعلام الرياضي منذ أعوام¡ ويعتبر قراراً مفصلياً ومهماً وسيترتب عليه آثار متعددة وستكون نتائجة القريبة والبعيدة بإذن الله إيجابية على مستوى الصالح العام¡ أما على الصعيد الخاص بكل نادٍ فالأمر يعتمد على عمل مسؤوليه أو لنقل مالكيه.
وتكمن أهمية التخصيص في كونه سينقلنا خطوات واسعة وقفزات نحو عالم الاحتراف الحقيقي بعد أعوام من العمل الحكومي وما يخضع له من أنظمة وبروتوكولات ربما تؤخّر العمل وتضعفه وتحديداً فيما يخص إدارات الأندية التي سيتغير نمط عملها تدريجياً¡ إذا علمنا أن فرص نجاح النادي وديمومته واستمراره في المنافسة تعتمد على مبدأ الربحية¡ وهو المبدأ الصارم الذي لا ينجح بالمجاملة ولا يرضى بأنصاف الحلولº فإما تطور ونجاح ومكسب مالي¡ أو هبوط وفشل وخسارة مالية.
ربما يكون الحلم الذي تحول إلى واقع نعيشه الآن على حد قول رئيس هيئة الرياضة هو أفضل تعبير نصف به القرار أما لماذا فالأسباب كثيرة ومتعددة ولعل أهمها إبعاد ما يمنح للأندية السعودية من أموال ومتابعة صرفها عن كاهل الهيئة ونقله للقطاع الخاص¡ إضافة إلى الانتقال من عالم الهواية إلى عالم الاحتراف الحقيقي والدقيق في كل المجالات وأولها الإدارة بالطبع¡ وسيتغير النمط القديم وستختفي خيوط العنكبوت التي نسجها البعض ممن يتعاملون مع الاندية على أنها أملاك خاصة¡ كما سينتهي عصر الوصاية المجانية وستقتلع المحسوبيات¡ فلا مجال لفرض مدرب أو لاعب أو إداري على حساب مصالح النادي الأكبر¡ وبالتالي ومع تغير الفكر الاداري سيتغير العمل وطريقة التعامل مع كل ما له علاقة بالنادي مع الجماهير والإعلام والأندية الأخرى وحتى في عملية اختيار المدربين واللاعبين الأجانب والمحليين سيتغير الأمر ومعه الأهداف من حيث نوعية المدرب أو اللاعب ونجوميته ومدى تأثيره في عملية التسويق للنادي¡ كما ستتغير النظرة لمقر النادي وربما تبنى ملاعب خاصة به¡ وسيختلف التعامل مع متجر النادي كما أن العقود التي تبرم مع الرعاة والمعلنين ستتغير فيها الكثير من البنود بعد الخصخصة.
اليوم انتهى الحلم وانتهت الأماني وبدأ العمل الحقيقي والفوائد بلا شك أنها كثيرة ومتعددة المشارب¡ ولكن يجب أيضاً توقع أي نتائج¡ فمن الضروري الوصول إلى قناعة من اليوم أن هناك أندية سيفيدها التخصيص ويطورها وأندية سيحدث معها العكس¡ والقمة يضيق طريقها كلما اقتربنا من أعلى نقطة فيها.
ثانية
«أكثر الأشياء أهمية في الحياة هو التوقف عن
قول: أنا أتمنى واستبدالها بقول: أنا سأفعل».
إضغط هنا لقراءة المزيد...