الاستهداف الممنهج لرجال الأمن في بعض مناطق المملكة¡ وخاصة المنطقة الوسطى¡ والشرقية¡ يثير عدة تساؤلات عن قوة إرادة تلك الجماعات المتطرفة¡ وإصرارها على ركوب المخاطر¡ بدون حسابات عاقلة لمآلات أعمالهم المدمرة¡ فمع كل عملية غادرة تصيب رجل الأمن برصاص عابث¡ يسأل المجتمع نفسه من أين أتى الينا هؤلاء القتلة¿ وبعد أن تعلن أسماؤهم في وسائل الإعلام¡ ننصدم بحقيقتهم¡ فهم الجار والقريب¡ والصديق¡ الذي درس معنا¡ أو زاملنا في عمل¡ أو جاورنا في الحي¡ فنحن أقرباء وجيران وأصدقاء هؤلاء القتلة¡ تربطنا صلة قرابة بالخطر ونحن لا نعلم شيئا عنه¡ فهذا أمر يشكك في جميع الروابط الاجتماعية التي تربطنا في بعضنا كأسرة ومجتمع..
هل هناك عزلة يعيشها المجتمع وفرت للعابثين بالأمن¡ حمايةً في مناطقهم وشوارعهم¡ الكل يشاهد الكل¡ ولكن لا يعرف أحدهم الآخر! العزلة الاجتماعية¡ وانسداد قنوات التواصل¡ اصبحا مرضاً أمنياً¡ قبل أن يكونا عيباً اجتماعياً¡ فمجتمع تنقطع فيه جسور التواصل الاجتماعي¡ وتندر به اللقاءات المفيدة¡ يسهل به تسلل الشر والاشرار لكل بيت معزول¡ وشخص منعزل... فإن كانت العزلة شراً علينا¡ أن نبتكر طرقاً مقبولة لعلاجها..
الانعزال الاجتماعي اعطى حرية اختيار امتلكها الفرد¡ بسبب شبكات التواصل الاجتماعي¡ فسهلت عليه اختيار الفرد¡ أو الجماعة التي يتواصل معها¡ وهذا التواصل لا تحدده¡ أو تقره محددات الروابط الاجتماعية التقليدية¡ بل فرضته قناعات وميول خاصة للفرد¡ فمع وجود العزلة في البيت¡ وتوفر وسائل تواصل القناعات الخاصة¡ تولدت خبرات ضارة على المجتمع¡ فالتواصل الافتراضي يمدنا بقناعات مفيدة¡ وغير مفيدة¡ بدون ان يتحمل مقدمها أدنى مسؤولية¡ أو محاسبة¡ أما التواصل الواقعي فنحن نعرف بعضنا فيه جيدا ونخاف من/على بعضنا¡ مسؤولين عن الجار والقريب¡ من هذه المسؤولية¡ يجب معالجة القصور الذي يعتري طريقة تواصلنا مع بعض¡ من خلال ايجاد قنوات تواصل اجتماعية¡ تمنحنا الفهم الجيد لبعضنا¡ وتطرد المخاطر التي تتسلل لبيوتنا وشوارعنا¡ فكيف نؤسس قاعدة تواصل جيدة¡ مبنية على عواقب المخاطر الأمنية¿.
في البداية على المؤسسات المعنية بهذا الأمر¡ التواصل مع أهل الثقة في المجتمع¡ الذين يملكون مصداقية كبيرة في محيطهم الاجتماعي¡ واعطاؤهم صلاحية في ابتكار الادوات الجيدة¡ التي تمكنهم من كسر سياج العزلة¡ فهؤلاء الاشخاص هم القادرون على التواصل مع كل شرائح مجتمعهم بأمان¡ وبدون أن يثيروا أي ريبة¡ وذلك أن هدفهم الحقيقي هو الحماية وليس العقاب¡ أو الاقتراح¡ بمعنى آخر هو أن يكون مركز الامير محمد للمناصحة في كل منطقة وحيّ¡ وان يكون هدفه في المنطقة¡ أو الحي¡ هو الوقاية وليس العلاج.




إضغط هنا لقراءة المزيد...