من يتابع حراك المرشح لرئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم سلمان المالك يحسبه للوهلة الأولى أنه قادم لخلافة الأمير فيصل بن تركي في منصبه¡ فكل ما حوله أصفر فاقع¡ الداعمون¡ والعاملون¡ وحتى المعززون إلا نفر قليل بدا أنهم أخذوا بعض الخطوات للوراء بعد الطعون التي حملها للجنة الاستئناف والتي أثارت المخاوف في نفوسهم بعدما طالت أنديتهم.
في تصوري إن المالك قد وقع في خطأ إستراتيجي ما كان يفترض أن يقع فيه¡ فهذا الإصفرار الذي يشع من حوله حتى يكاد يعشي العيون كان سيكون موفقاً لو أن طريق حملته يؤدي للبيت «الأصفر»¡ وليس لبيت الكرة السعودية الأخضر¡ ولعل ذلك ما عزز الهواجس في نفوس غالبية الوسط الرياضي وفي مقدمتها الأنديةº بأن يكون الرئيس «الأصفر» وليس الرئيس الذي تتمازج معه كل الألوان.
هذا الالتفاف «الأصفر» حوله¡ لعله كان سبباً في وقوعه في خطأ إستراتيجي آخر تمثل في مذكرة الطعون التي حملها للجنة الاستئناف والتي رفضتها جملة وتفصيلاً¡ حيث حملت سهام الطعن في الأمير عبدالله بن مساعد مباشرة¡ وفي النادي الأهلي ككيان¡ إذ اتهم الأمير عبدالله بتضارب المصالح¡ والأعظم ما جاء نصاً في مذكرة طعنه بقوله: «وجود تضارب مصالح بين ترشيحه وبين عمله لدى من يملك خمسة أصوات في الجمعية العمومية»¡ فيما اتهم النادي الأهلي عبر إدارته السابقة وتحديداً أمينه عبدالإله مؤمنة بتمرير خطاب الخبرة النشطة لعادل عزت و»تسهيل» حصوله على خبرات مطعون فيها¡ وكان خطؤه الجسيم حينما طلب خطاباً جديداً من الإدارة الحالية¡ وهو ما يضرب في منظومة النادي الأهلي ككيان واحد لا يتجزأ.
القارئ بدقة للطعون المقدمة بحيثياتها وعباراتها يحسب نفسه أمام مقالة في أحد منتديات الإنترنت لا أمام مذكرة قانونية¡ إذ خلت من الأدلة القاطعة والقرائن اللافتة¡ وكل ما ضمته لا يعدو اتهامات مرسلة وخطيرة في ذات الوقت لا يمكن أن تصدر من شخص يريد أن يرأس اتحاد الكرة وإلا لما أقدم على هذا الاصطدام الجنوني برجل الرياضة الأول وبأحد أهم الكيانات الرياضية في البلد.
في مقابل ذلك يبدو عادل عزت قد درس حضوره بشكل رائع من خلال خطواته المحسوبة في طريقه لبيت الكرة السعودية الكبيرº إذ يقدم نفسه بشكل مقنن ومحسوب كرئيس لكل الكرة السعوديةº خصوصاً وقد بدا أنه أرجأ تسويق ملفه إلى موعد الحملات الدعائية حتى لا يحرق أوراقه ويحرق معها نفسه¡ ومثله في ذلك خالد المعمر الذي وإن جاء دخوله للمشهد متأخراً إلا أنه شخصية عرف عنها التعقل والحكمة في خطواته وقراراته وهكذا جاءت طعونه.
المشهد يقول الآن: إن المالك لم يخسر طعنه فقط بل بعثر خارطة طريقه نحو الإبحار باتجاه صندوق الانتخابات¡ وأحرق معها سفن العودة¡ بينما ما زال عزت يحتفظ بها جميعها بفضل ابتعاده عن لعبة الميول وصراعات الإعلام¡ فيما لا تزال أوراق المعمر قيد السرية ومعه أبو عظمة.




إضغط هنا لقراءة المزيد...