منذ رحيل خالد البلطان عن كرسي الرئاسة الشبابية¡ و"ليث الرياض" لم يعد بقوته السابقة¡ سواءً كانت قوته الفنية أو المالية أو حتى الإدارية¡ عانى الشباب كثيراً وخسر العديد من البطولات¡ ومر بالكثير من التحولات¡ ووسط هذه الظروف القاهرة بزغ نجم الشاب محمد العويس¡ وقدم نفسه حارساً فذاً يلوذ عن عرين الشباب ويحمي شباكه¡ صاحب نجومية العويس انتماء منقطع النظير¡ فحينما يتحدث عن مستقبله الكروي لا يربطه إلا بالشباب¡ قال في أحد لقاءاته التلفزيونية: لو انتهى عقدي ولم يقدم لي الشباب عرضاً جديداً سأعود للمدرجات ولن أرتدي قميص نادٍ آخر.
في الموسم الجاري اختلفت قواعد اللعبة¡ فبات العويس ينظر للأمر من زاوية احتراف أكثر من كونها انتماء وتشجيعاً¡ وهي نظرة شاملة وتصب في مصلحة اللاعب نفسه فقط¡ ولا يمكن لي أو لغيري أن يعترض على هذه النظرة¡ فمن حق اللاعب أن يبحث عن مصلحته المادية¡ ولكن الاعتراض على الطريقة التي أدار بها العويس مفاوضات التجديد¡ فأعطى الشبابيون مبدأ الأمان طيلة الفترة الماضية¡ وحين اقتربت اللحظات الحاسمة اختار أن تكون المفاوضات وفقاً لمبادئ الاحتراف لا الانتماء للنادي مثلما كان يردد مسبقاً.
إدارة الشباب كانت صريحة في بيانها الأخير¡ ووضعت حارسها الشاب في مواجهة جماهير فريقهº فالعويس أمام خيارين إما أن يطلب وستلبى طلباته¡ أو أن يرحل إلى نادٍ آخر¡ وفي كلا الخيارين لا وجود مطلقاً لما أسماه العويس في تصاريحه السابقة بالانتماء للشباب ¡ فالأمر الآن سيدار بطريق الاحتراف فقط.
أعلم أننا نعيش في زمن احتراف¡ ولم يكن العويس هو أول من يماطل بتجديد عقده طلباً للمزيد¡ بل لن يكون هو آخر لاعب يفعل مثل ذلك¡ ولكن العويس خذل جماهير فريقه وأعضاء الشرف والإدارة والمحبين¡ فكان طيلة الفترات الماضية يطمئنهم أنه باقٍ في الشباب¡ وفي اللحظات الأخيرة ماطل في التجديد وتجاهل عرض ناديه بحثاً عن الخروج لأندية أخرى.
والحديث عن عقد العويس مستمر¡ فقبل أيام ودعت الكرة العالمية قائداً أسطورياً¡ حين أعلن ستيفين جيرارد اعتزاله كرة القدم نهائياً¡ جيرارد لمع وبرز في ليفربول واستلم شارة القيادة¡ وكان طيلة الأعوام الماضية تنهال عليه العروض من أعرق الأندية العالمية¡ لكن تلك العروض لم تكن مغرية بالنسبة له للتنازل عن القميص الأحمر¡ فظل القائد الأسطوري متمسكاً بألوان فريقه الأصلي¡ وحين قرر ناديه التخلي عنه رفض اللعب في أوروبا مع نادٍ آخر¡ فاختار اللعب في أميركا لعامين قبل أن يعتزل الكرة نهائياً.
هذا أحد النماذج الكثيرة على وفاء اللاعبين لأنديتهم ¡ فجيرارد تمسك بالبقاء مع ليفربول¡ وعلى الرغم من أن النادي الإنجليزي كان بعيداً عن البطولات لفترات طويلة¡ ومر بالعديد من المشاكل المادية والفنية¡ وبقي جيرارد قائداً للفريق ولم يختر الرحيل¡ فهذه صورة حقيقة لوفاء اللاعب لناديه¡ وليس وفاءً يقتصر على تصفيف المفردات واللعب على وتر العاطفة.
إضغط هنا لقراءة المزيد...