يذكر ستيفن حسان¡ الباحث الأميركي المتخصص في مكافحة السيطرة العقلية التي تمارسها الجماعات المتطرفة على أتباعها¡ عدة نقاط تستطيع أن تميّز من خلالها وقوع أحد الأشخاص المحيطين بك في فخ التجنيد من قِبل التنظيمات المتطرفة¡ وينطلق ستيفن في المعلومات التي يقدمها عبر مؤلفاته ومركز "تحرير العقل" الذي يديره¡ من خبرة طويلة في هذا المجال ويستند إلى تجربته الشخصية كضيحة سابقة لجماعة "كنيسة التوحيد" التي جندته ومارست عليه سيطرة عقلية غير أخلاقية.
يذكر حسان أبرز الأعراض الأولية التي تستطيع ملاحظتها على الأعضاء المجندين حديثاً في التنظيمات¡ ويؤكد على ضرورة ملاحظة تلك التغيرات بدقة لكي يتسنى معالجة المشكلة في بدايتها قبل أن ينخرط الشخص بشكل كامل ويقع تحت التأثير التام لهذه الجماعة أو تلك.
يأتي على قائمة تلك البوادر¡ التغير في أولويات الشخص¡ وهو أحد الأعراض التي تظهر سريعاً¡ فمثلا¡ تجد أنه لم يعد يبدي اهتماماً بدراسته أو وظيفته¡ ولا يبالي بمسؤولياته وواجبته كرب أسرة. من الناحية المادية يبدأ الشخص في صرف أمواله على توجهه الجديد وقد يخاطر بممتلكاته ويبيع منزله أو متجره في سبيل توفير المال لدعم الجماعة. كما قد يحدث العكس ويصبح معتمداً مادياً على التنظيم وهنا يلاحظ عليه صرف أموال لم يكن يملكها ومجهولة المصدر.
أما في الجانب الشخصي فيلاحظ عليه تغييرات في مظهره كعدم الاهتمام بملابسه وشعره¡ أو تغير في شكل الذقن وغيرها. في حين يمثّل جانب القناعات الشخصية وتغير طريقة التفكير الوسيلة الأبرز لتمييز أتباع الجماعات المتطرفة¡ إذ يلاحظ عليهم سرعة الاستفزاز في بعض القضايا المثيرة للجدل ودفاعهم عن ايديولوجيا الجماعة وقناعاتها¡ كما يُلاحظ على الشخص إحاطة نفسه ونشاطاته اليومية بالسرية والغموض وكثرة الكذب والتهرب من إجابة بعض الأسئلة المتعلقة بحياته¡ وتتغير لغته المعتاده إلى لغة دفاعية أو مراوغة كما يستخدم مصطلحات جديدة تشبه تلك التي تستخدمها الجماعة التي ينوي الانضمام إليها.
ويضيف ستيفن حسان بأن التغير في العلاقات الإنسانية للشخص يعطي مدلولاً على تغير أولوياته¡ فتجده يتجنب أصدقاءه المعتادين ويميل للعزلة والبعد عن العائلة وتقليص التواصل معهم¡ وربما يصل به الحال للخروج من المنزل والعيش بعيداً عنهم. كما يمكن ملاحظة عدم اهتمامه بصحته وتجنب الذهاب للأطباء وعدم الحديث عن الأمراض التي تصيبه.
وأخيراً¡ رغم كون هذه الأعراض تتشابه كثيراً مع أعراض أخرى لا علاقة لها بالجماعات المتطرفة كالإصابة بالاكتئاب مثلاً أو استخدام المخدرات¡ إلا أنه بالإمكان التمييز بينها عبر التركيز على أفكار الشخص وقناعاته الجديدة إذ لابد أن يكشف عن جزء من قناعاته لو تم افتعال حديث معه واستفزازه للإفصاح عما يؤمن به¡ وعندها تبدأ مرحلة العلاج التي من الممكن طرقها بأساليب مختلفة¡ وفي حال فشلها¡ فلا تتردد بالإبلاغ عنه¡ حماية له ولغيره من نفسه التي استوطنها الشر.




إضغط هنا لقراءة المزيد...