"أرجوك يا إلهي¡ امنحني سبعة مصاعب وثمانية آلام!". كهذا كان يدعو الساموراي الياباني (ياماناكا يوكيموري) والذي عاش في القرن السادس عشر في عصر الحروب باليابان عندما أغار الأعداء على منطقته ما دفعه إلى القتال وتسجيل الملاحم. والمصاعب والآلام التي يعنيها هذا الساموراي هنا هي الفرصة لتغيير الواقع المر والانتصار والذي لن يتحقق بدون ثمن من الجهد والعناء. مقالة اليوم تناقش كيف ينظر الناجحون إلى المشاكل والصعاب وكيف يتعاملون معها..
في أحد الأيام كان السيد (كاجي تايسكي) مدير شركة إيم اليابانية يلقي محاضرة في جامعة بمدينة أوساكا¡ وسأله طالب السؤال التالي: "ما الفرق بين المدير الناجح والموظف العادي¿". فأجابه قائلا: "المدير الناجح شخص يؤمن بأن هنالك مشاكل دوماً¡ بينما الموظف العادي يعتقد أن المشاكل يمكن أن تنتهي يوماً من الأيام". ويضيف كاجي في تعليقه عن اختلاف النظرة إلى المشاكل بين المدير والموظف: "منذ أسست شركتي لم يمر علي يوم دونما مشاكل وتحديات مما يجعلني أكثر قوة وقدرة على التعامل مع أي تحد يحصل. كما أعمل على الدوام على معرفة جوهر المشكلة وحلها وهذا ما لا يحصل عادة مع الموظف العادي الذي يكتفي بحل المشكلة التي أمامه ظناً منه أن جميع المشاكل انتهت".
ومن المهم جداً معرفة أن وجود المشاكل مؤشر مهم على أن المرء يتحرك في الطريق¡ ولتبسيط الصورة فيمكن المقارنة بين شخص يقضي إجازة نهاية الأسبوع مستلقياً على الفراش أو أمام شاشة التلفاز دون عمل شيء مما سيقلل نسبة مواجهته للمشاكل¡ وبالمقابل فالشخص الذي سيتوجه إلى التخييم بالصحراء أو الغوص في البحر سيواجه الكثير من المصاعب والتحديات المختلفة نتيجة هذا التحرك. وبطبيعة الحال فالذي لا يخطئ ولا يواجه المصاعب والمتاعب هو الذي لا يقوم بأي شيء على الإطلاق!
وفي ثقافتنا الإسلامية نجد أن مبدأ الإيجابية والتعامل مع المشاكل بتفاؤل حاضر بقوة¡ كما في قوله عزوجل: (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) واللطيف أن ذكر المصيبة جاء بلفظة "لنا" وليست "علينا" مما يعطيك مؤشراً كبيراً على الإيجابية. ونفس الحال في قوله عز وجل (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا*إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا). وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والأنبياء عليه السلام نماذج حية للنصر مع الصبر وعدم اليأس أمام كل المصاعب والتحديات.
وفي الظروف الصعبة التي يمر بها الأفراد والمؤسسات والأوطان والأمم¡ فالذي يصنع الفرق ويغير الواقع ليس التشاؤم والتخاذل بل الإيجابية في التعامل مع المشاكل والمبادرة بالعمل والبناء ولو كان صغيراً. وكما قيل فأن توقد شمعة واحدة خير لك من أن تفني عمرك وأنت تلعن الظلام.
ونختم بكلمات كاجي تايسكي: "المشاكل هي الدرج الذي لا بد أن تصعده في طريقك إلى المستقبل!".
إضغط هنا لقراءة المزيد...