سلمان بن عبدالعزيز¡ اسم له اعتبارات كثيرة عند الشعب السعودي: فهو الأمين على تاريخ البلد¡ والمسؤول الملتزم في مواعيده¡ والوفي لأسرته وشعبه¡ والحازم في قراراته¡ ولا يفلت من سطوته العادلة كل متلاعب بحقوق المواطنين¡ فالشعب السعودي يعرف قبل أن يتحدث سلمان ماذا سيقول¿ شكل من الوضوح والقراءة لم يحظَ بها حاكم عربي قبله¡ فظهور سلمان أمام الناس يعد خطاباً وطنياً حتى وإن لم يتحدث¡ حفظ الشعب السعودي ملكهم عن ظهر قلب¡ حالة من التماهي غير مسبوقة في التاريخ¡ فسلمان نموذج حكم صنعته تجربة بلد بالكامل¡ تجربة تبدأ من عبدالعزيز وتعود لعبدالعزيز..
فكل التفسيرات السياسية التي اقتربت من خطاب الملك في مجلس الشورى بقصد تفسير أبعاده الداخلية والخارجية هي محل تقدير¡ ولكن يبقى خطاب سلمان سلمان ذاته¡ فسلمان هو صرخة المصمك¡ التي عاشها وعاشت معه تجربة حكم¡ ويريدها أن تعيش بعده وبعد ما بعد القادمين¡ فلسفة في قراءة التاريخ الذي لا ينتهي¡ فلسفة في بناء الشرعية وكتابة عقد اجتماعي بين الحاكم وشعبه¡ فكل فرد علا حجمه أو نزل لا يقر بهذا العقد الذي يقوم على التاريخ فليراجعْ انتماءه للبلد..
إحياء التاريخ في المناسبات والأحداث هو مدرسة سلمان السياسية¡ فافتتاح جلسات مجلس الشورى درس في التاريخ الذي يستوعب الحاضر ويشد العزم بالعزم نحو المستقبل¡ هنا كان عبدالعزيز وهنا أسس وقرر¡ فسلمان امتداد تاريخي لعبدالعزيز¡ يرى في عينه ويحب في قلبه ويحكم في عقله¡ عبدالعزيز ظاهرة سياسية ووطنية¡ وليس قائد حكم وجاء من يخلفه بعده¡ عبدالعزيز وطن في كل يوم جديد له إشراقة جديدة¡ هكذا تعلمنا من الابن سلمان¡ وهكذا قرأنا تاريخنا¡ وهكذا نتحدى الصعوبات¡ فالذي صنع التاريخ أنصفه التاريخ¡ أنصف دعوته لله وإخلاصه لشعبه وأرضه..
خادم الحرمين الشريفين تكون دائماً إطلالته على شعبه¡ اطلال التاريخ المجيد والفخر الذي لا ينافس¡ وطهارة الأهداف التي لا تدنس¡ في هذا المقام نحن لا نذكر بالتاريخ ولكننا نقرأ خطاب ابن عبدالعزيز¡ خطاب دولة تحدت الفقر والانقسام¡ والتعصب¡ والهوان¡ خطاب دولة قدمت للجائع رزقاً¡ وجمعت دم الخصوم في شريان واحد¡ وجعلت الأذان للصلاة كرامة لا تزول كما أراد الله.. فرحم الله من بنى¡ وبارك الله بعمر من حفظ¡ وردد في كل مناسبة بلدكم هذه بلدكم هذه.. أكمل عزيزي القارئ ما هي بلدنا هذه.
إضغط هنا لقراءة المزيد...