انتصار منقوص ذلك الذي حققه النظام السوري في حلب بدعم روسي إيراني كان هو الأساس في سقوط الشهباء بعد تدميرها تدميراً شبه كامل إنسانياً وبنيانياً¡ فموازين القوى بين المهاجمين والمدافعين لم تكن أبداً متساوية¡ فقوة نيران النظام وحلفائه تعدت بمراحل كبيرة القوة المضادة للمدافعين عن شرق حلب الذي لم يملك إلا السقوط في نهاية الأمر.
الكل متفق على أن الانتصار الذي يتشدق به النظام السوري لن يكون نهاية الحرب التي كانت أهلية في سورية¡ ولم تعد بعد دخول روسيا وإيران على خط دعم النظام مما أدى إلى تغير في مسار الحرب¡ فالأزمة السورية ليست حلب فقط¡ هي أزمة بين الشعب السوري وبين النظام الحاكم الذي فقد كل شرعية كان قد اكتسبها خلال سنوات حكمه بعد شنه حرباً ليضمن بقاءه على رأس السلطة مهما كان الثمنº والثمن هنا كان كبيراً¡ وكبيراً جداً دفعه السوريون من دمائهم وتشردهم ولجوئهم.
المجتمع الدولي بكل قواه الفاعلة -عدا روسيا- كانت مواقفه ضبابية أدت إلى تفاقم الأزمة وأوصلتها إلى ما هي عليه الان وربما أكثر في المستقبل المنظور¡ فالسلبية التي تعامل بها مع الأزمة ولازال أضفت على المشهد السوري تساؤلات كثيرة معظمها ظل دون أجوبة شافية عطفاً على المواقف المتذبذبة المتراوحة بين شد وجذب.
وبين هذا وذاك يأتي المؤتمر المزمع عقده في أستانة وقبله اجتماع وزراء خارجية ودفاع روسيا وتركيا وإيران في موسكو اليوم¡ والذي سنعرف ما سيفضي إليه من نتائج ستكتبُ بالتأكيد فصلاً جديداً في ملف الأزمة السورية التي مازالت فصول كثيرة فيها لم تكتب بعد.
إضغط هنا لقراءة المزيد...