سبق إعلان الميزانية التي سوف تقر غدا الخميس¡ خبر عن مؤتمر صحفي سوف يعقده وزير المالية¡ وبعض الوزراء المعنيين بتوصيل معلومات مفيدة عن الميزانية للناس بعد إعلانها¡ وكان الخبر يقول إن المؤتمر الصحفي جاء تماشيا مع مبدأ الشفافية¡ وهذا تطور مهم ومطلوب واستجابة حقيقية لوعي المواطن الذي أصبح مدركا بحرص وخبرة¡ لأغلب المعلومات التي تخص ميزانية بلده¡ لانعكاسها المباشرة على مستوى معيشته¡ فالوعي المتزايد¡ تقابله شفافية صادقة وأمينة ..
الميزانية أرقام حقيقية تقابل حاجات أساسية¡ فقراءة الارقام لغة يصعب تأويلها¡ فالرقم واحد لا يؤول باثنين¡ فالتفسير والتأويل دائما يكونان في قسم الحاجات¡ وهذا الشيء الذي يريد ان يسمعه المواطن من معالي الوزراء في مؤتمرهم الصحفي المعلن عنه¡ فالناس تريد ان تعرف كم عدد المساكن التي ستبنى في هذه الميزانية¡ وكم وظيفة ستتوفر¡ وعدد المرافق الصحية الجديدة¡ سلسلة من الحاجات ينتظر المواطن إقرارها في الميزانية¡ أما الارقام المجردة التي تحاكي وضعا ماليا يتعلق بالدخل والانفاق¡ فهذه معلومات متخصصين وليس معلومات مطلوبة في المؤتمرات الصحفية التي تعقد لتوضيح بعض القضايا للناس¡ فالجمهور لا يريد أن يشاهد أرقاما تنتقل من مكان الى مكان¡ بل الى أرقام توجه للحاجات¡ فالميزانية في معناها الشعبي كشف حساب لمعرفة ما لك وما عليك¡ والوزراء معنيون بقراءة كشف الحساب للناس¡ ليعرفوا كم مسكناً سيتوفر¡ وكم وظيفة¡ وإن غابت يوضح سبب الغياب¡ اما ان تقدم الارقام بشكلها الفني المتخصص¡ فهذا أمر لا يساعد الناس على فهم الميزانية¡ وبالتالي تجتهد بعض مواقع التواصل الاجتماعي بتفسير الميزانية للناس باجتهادات لا تخدم المواطن¡ ولا مصلحة البلد¡ فهؤلاء المتبرعون بتفسير اخبار الميزانية جاهزون من الآن لهذه المهمة¡ فمرة يكون عملهم مكرا¡ وآخر جهلا¡ وبعض الأحيان صحيحا في جانب¡ وخاطئا في جانب آخر¡ فوزير المالية في المؤتمر الصحفي الذي سيعقد بعد إقرار الميزانية يريده الناس مثل الإمام مالك لا يفتى ومالك بالمدينة ..
فن إدارة المعلومات الرسمية وظيفة سياسية بالدرجة الأولى¡ والوزراء نالوا الثقة الكريمة للقيام بهذه المهمة¡ والقيادة الرشيدة أقرت مبدأ الشفافية ليعرف الناس كل الناس بكافة مستوياتهم المعلومات التي تمس حياتهم مباشرة¡ فهناك إرادة سياسية صادقة لدى ولي الأمر تطالب المسؤول باحترام المواطن¡ اثناء مطالبته بحاجاته¡ والشفافية مبدأ واضح جاءت بقرار واضح من قائد دائما مع شعبه واضح¡ ولكي لا تشوش على هذا المبدأ بعض الكتابات¡ والتحليلات¡ التي تخرج من دوائر غير مسؤولة¡ ومن اشخاص غير مسؤولين في تويتر وماشابه¡ على المسؤول المعني أن يقدم معلومات تضيع الفرصة على المغرض والحاسد¡ وتساعد المواطن على معرفة أرقام الميزانية بصورة الحاجات التي يطلبها¡ فالمواطن شريك الدولة في السراء والضراء¡ وثبت انه يتحمل المسؤولية مهما كان حجمها وثقلها¡ لهذا حرصت القيادة على احترامه¡ وأوصت المسؤول باحترامه إلزاماً وليس رجاءً.
إضغط هنا لقراءة المزيد...