نسمع دائما عن كلمة "إكسير" وهي تعارفاً - الدواء المعجزة... مثل وهم "إكسير الحياة" الذي قيل عنه إنه يطيل أعمار البشر حسب الروايات الخيالية.
وأصبحت الكلمة مجازية تعني الحل / المعجزة.
وتعني مسحوقا كان يوضع على الجروح لتجفيفها. XERION وأصل الكلمة يوناني
وكثير من الناس يرى هذا "الإكسير" في طرح المعضلة الاجتماعية أو الحضرية في الصحافة المحلية¡ وهو يرى أن الصدى يصبح ذا دوي مهول يسمعه القاصي والداني إذا ذهب إلى أعمدة الصحافة.
صحيح أن الصحافة فعل راسخ في حمل الأمور إلى السطح.. وإظهار الجدل القائم حول قضية¡ لكنها في كل زمان ومكان لا تملك الـ..إكسير¡ أو الدواء المعجزة فالأمور بعد طفوها على السطح تترك لعقول أخرى متخصصة للتعامل معها.
والشيء السلبي الآخر أن تكرار طرح المشكلة (أي مشكلة) قد يدفع أصحاب الغيرة من المسؤولين إلى اعتماد حل جزئي لا يلبث أن يغرق في طوفان الزمن.
يغرق في طوفان الزمن (أقصد الحل) لأنه كان حلا ناتجا عن ملابسات صحفية وليس عن دراسة علمية.
ومناسبة هذا القول هو أنني أدعو إلى ضم علم جديد من علوم العصر إلى جامعاتنا ومناهجنا ومعاهد التدريب لدينا. هذا التخصص الجديد. أو العلم اسمه "إدارة الأزمات" CRISIS MANAGEMENT واعتمدته جامعات كثيرة ولا يعني أن البلدان التي تبنت هذا المنهج العلمي تتوقع أزمات مناخية أو صحية أو اجتماعية أو حضارية أكثر من غيرها¡ ولكنها رأت جدوى وفعاليات هذا التخصص وفائدة خريجيه والعوائد الاجتماعية التي أعطوها لبلدانهم فزادوا من فروع الأقسام التي تؤهل لهذا النوع من الإدارة.
كان الطموح لراغب الالتحاق في كليات الطب – قديما هو أن يصبح طبيبا أو جراحا.
وعندما نشأ علم "الطب المساعد" وجرى اعتماده في أكبر كليات العالم تردد الطلاب في الالتحاق به لفترة من الزمن خصوصا "العلاج الطبيعي" الذي كان يراه الناس "تهميز".
وعندما أصبح هذا التخصص بديلا محترما للجراحة والعلاج الكيميائي تدافع الناس نحوه وتبينوا فوائده وضرورة معرفة تقنياته.
أقول إن إحداث أقسام إدارة الأزمات في جامعاتنا أو معاهدنا ما هو إلا إحياء لعادة قديمة عرفها أهل هذه البلاد من قديم الزمن. وهي "الفزعة" في حالات الكوارث المناخية أو تفشي الأوبئة أو الخوف... لا سمح الله.
وكانت هذه تتم عفوية.. أما الآن ومع توسع هامش القلق لدى البشر عامة فيحتاج الأمر إلى تخصص علمي ومعادلات تقول إذا حدث كذا فالعلاج هو كذا¡ والتقنية التي يجب توظيفها هي هذه.. وهكذا.




إضغط هنا لقراءة المزيد...