ليس من قبيل التخمين أن المرشحين لرئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم الدكتور عادل عزت وسلمان المالك هما الأوفر حظاً للدخول في سباق الأمتار الأخيرة للوصول للكرسي¡ إذ تبدو حظوظ خالد المعمر ضعيفة¡ فيما تظهر إمكانية الدكتور نجيب أبو عظمة معدومة تماماً.
لغة الأرقام المبدئية تتوج عزت رئيساً في الجولة الأولى عطفاً على نجاحه في استمالة أغلبية الناخبين الـ 47¡ لكن لعبة الانتخابات لا يمكن الركون إليها مع وجود قدرة على الاختراق¡ وفي ظل بقاء البعض في المنطقة الرمادية¡ ووعود البعض الآخر لجميع المرشحين¡ ما يجعل حسابات الأرقام بدقة معقدة¡ لذلك فإن وصول عزت والمالك إلى جولة ثانية هو الأرجح¡ وإن حدث ذلك وهو المتوقع¡ فإن الحسم سيكون من نصيب الأول لقدرته على تحقيق نصاب الأغلبية العادية (النصف + 1) بسهولة في ظل استحواذه على قناعة الناخبين¡ ومنطقية أن تؤول أصوات المعمر لصالحه في ظل تداخل علاقتهما مع بعضهما ومع الناخبين على عكس المالك الذي يهرول وحيداً.
المراقبون يتوقعون أن يحوز عزت على 28 صوتاً في الجولة الأولى فيما ستتوزع الأصوات الـ 19 الأخرى على المرشحين الثلاثة الآخرين¡ وهي أصوات غير كافية لبلوغ الأغلبية المطلقة¡ لكنها تعطي ضمانة الفوز لعزت بارتياح في الجولة الثانية.
ما عاد سراً اليوم أن عزت الذي أظهر حضوراً لافتاً في مرحلة الدعاية الانتخابية ببرنامجه الدقيق والمنطقي¡ وبحضوره المسؤول والمقنع يجد الدعم من الأمير عبدالله بن مساعد¡ وهو أمر لا يحتاج إلى فهلوة لاستكشاف ذلك¡ إذ يكفيه أنه مرشح اللجنة الأولمبية¡ في مقابل المالك الذي يتكئ على دعم النصراويين باعتباره عضو شرف لديهم¡ وإن كانت ورقة ترشيحه قد حملت شعار نادي الحزم¡ وهو أمر جعل الكثيرين قلقين منه في ظل تحلق النصراويين حوله¡ وهو أمر يزيد من الأندية تجاهه¡ لاسيما أندية الدوري الممتاز¡ فضلاً عن حملته الانتخابية التي رافقها الكثير من الارتباك الواضح¡ والاتهامات المسببة¡ والوعود المبالغ فيها.
أكثر ما يزيد الثقة بعزت على الرغم من أهلاويته أنه قدم نفسه ممثلاً للرياضة السعودية في انتخابات اتحاد الكرة¡ وليس ممثلاً لناديه الذي لعب فيه وحمل عضويته الشرفية¡ فتمثيله للجنة الأولمبية كمرشح عنها سيزيد من قوته عند الفوزº لأن نجاحه أو فشله مربوط بها¡ وهو ما يشكل عبئاً على الأمير عبدالله نفسه¡ ما سيدفعه لتوفير كل سبل الدعم للاتحاد.
ليس خافٍ أيضاً على أحد اليوم أن الدعم الذي قدمه رئيس هيئة الرياضة لاتحاد أحمد عيد سواء أكان فكرياً أو لوجستياً أو مادياً كان ينعكس بشكل واضح وملموس على الاتحاد والأندية¡ وهو ما تحتاجه الأندية جميعاً¡ خصوصاً أندية الدرجات الأدنى التي لامس همومها بعد كل ما وجدته من تجاهل وصد حتى الأيام الأخيرة من عمر "اتحاد عيد"¡ وما حمله برنامج عزت لها من التزامات قاطعة¡ وهو ما يجعلها جميعاً بحاجة إلى التفكير مرتين قبل أن ترمي بورقة ترشيحها في صندوق الاقتراع.
إضغط هنا لقراءة المزيد...