في عصرنا المتسارع¡ نعيش هوساً جديداً بين اقتصاديات المعرفة وأنظمة**التعليم لتتجاوز حدود المألوف والاعتيادي إلى ما يجعله نظاماً غريباً¡ لكن سرعان ما يتعايش معه المهتمون والمختصون بشكل دائم.
حيث يرى الكثير من التربويين¡ والعلماء والأطباء أن الشركات والمؤسسات التعليمية استفادت جدا من التكنولوجيا الحديثة وطوعت التقنية في سبيل ذلك ومارست الاستثمار في التعليم¡ ما أوصل ببعضها حد الجنون العلمي وإلى ما يعجز الضليع في اللغة الإنجليزية من ترجمتها فيما تقدمه شركة (Baby plus) تحت مسمى (prenatal education system)¡ والتي تعني "النظام التعليمي لمرحلة ما قبل الولادة"!
ثورة المؤسسات التعليمية مثل شركة "بيبي بلس" قدمت جهازاً يوجه للمرأة الحامل يبث موجات صوتية في بطن الأم¡ ليضيف للجنين أصواتاً تثري حواسه بجانب الأصوات التي تصله من بيئة أمه¡ وفيه ترفع الشركة شعارها المعروف "يولَدُ الأطفال الرُضَّع كي يتعلموا"!
هذا الجهاز الذي يعرف بـ"بيبي بلس"¡ قام بتصميمه الطبيب النفسي الأميركي باريت لوقان من معهد ما قبل الولادة بسياتل¡ وهو باختصار¡ جهاز ترتديه الأم الحامل على شكل حزام يصدر منه نغمات من شأنها أن تدعم حاسة السمع لدى الجنين ويستخدم في الأسبوع الثامن عشر من الحمل عندما يكون السمع لدى الجنين قد اكتمل¡ وتؤكد شركة بيبي بلس تحقيق هدف عمل هذا الجهاز ونجاحه¡ حين نشرت عبر موقعها الالكتروني أن الأطفال الذين سبقت مرحلة ولادتهم وأجريت عليهم تجربة الحزام تميزوا عن غيرهم¡ حيث طرأ تطور واضح وملحوظ على قدراتهم العقلية والقدرة على التركيز لفترة أطول¡ مع استعدادات جيدة نحو المدرسة¡ ونمو ذهني سريعº كل هذا من خلال نظام تعليمي متسلسل يقدمه الجهاز ليمكّن الجنين من التمييز بين ضربات قلب الأم "لغة ما داخل الرحم" وبين ستة عشر درساً من الدروس الموجودة على "بيبي بلس"¡ والتي تطور القدرة التعليمية للجنين باستخدام ضربات القلب¡ وفيه ليست هذه اللغة الوحيدة¡ لكن يمكن التواصل كذلك مع الجنين بالحديث معه¡ وسماع الموسيقى الهادئة والكلاسيكية التي تحسن كذلك مزاج الأم¡ وللحصول على هذه النتائج المبهرة فما على الأم إلا أن تلف جهاز "بيبي بلس" على بطنها¡ والبدء بتشغيل الدرس الذي يستغرق من الوقت ساعة فقط.
أما الأمهات اللاتى استخدمن الجهاز أثناء حملهن¡ فقد أفادوا أن أطفالهن بعد ولادتهم كانوا أكثر استرخاءً وأكثر انتباهًا وكذلك أكثر استجابة وتفاعلاً مع البيئة المحيطة¡ وأنهم كانوا مستعدين بشكل أفضل للرضاعة ويستطيعون تهدئة أنفسهم بشكل أفضل¡ كما مكنهم أيضًا من تحقيق خطوات أسرع في النمو وبشكل أسرع من الأطفال الذين لم يتعرضوا للمنهج التعليمي الذي يوفره بيبي بلس.
شخصياً أرى أن كل ما نعيشه اليوم من تفاعل سريع وانتشار مذهل للمعرفة وتأثير فاعل للتقنية¡ يظل من يتحكم في حياتنا ومستقبلنا¡ وانطلاقاً من ذلك¡ أقترح على شركة "تطوير التعليم" والمهتمة بمستقبل أجيالنا من المهد إلى اللحد¡ وقد استنفدت مداها الزمني وتسع سنوات عجاف¡ أن تبدأ في صرف هذا الجهاز لكل "أمّ" في وطنيº فلعلها تختصر كثيراً من مشروعاتها المستقبلية
إضغط هنا لقراءة المزيد...