يردد المعارضون لصالة السينما حجة تبدو مقنعة في ظاهرها وهي أن "السينما موجودة في كل بيت عبر القنوات الفضائية وعبر شبكة الإنترنت التي توفر آلاف الأفلام من مختلف الدول.. فماذا تريد بصالة السينما¿ ولماذا تطالب بها¿". يرددونها بنفس الصيغة وبيقين مطلق يشعرك بأن كل حججك واهية وبلا قيمة.
لكن القليل من التفكير يكشف لك عدداً من المغالطاتº أولها أن الإقرار بوجود السينما في المنزل وبـ"آلاف الأفلام" يدعم فكرة السينما وليس العكس¡ فهو يثبت مدى انتشار الفن السابع في المملكة ويؤكد شيوعه وأهميته بالنسبة للناس¡ وبالتالي أليس ظلماً لهؤلاء الناس أن نتجاهل شغفهم وولعهم بهذا الفن ولا نوفر لهم مكاناً يتابعون فيه أحدث إبداعات السينما¿.
ثانياً: إذا كانت السينما بهذا الانتشار في البيوت بحسب ما يؤكده المعارضون¡ فما الفرق الذي ستحدثه صالة السينما في هذه الحالة¿. وما الاختلاف الجوهري بين عرض الفيلم داخل المنزل¡ وعرضه في الصالة المجاورة لهذا البيت¿. إنه اختلاف شكلي طفيف لا يبرر المعارضة. هذا من حيث آلية "العرض" التي يبدو أنها هي محط الاختلاف الرئيسي بين المؤيدين والمعارضين¡ أما من حيث المحتوى فلاشك أن هناك اختلافاً يصب في صالح مؤيدي صالة السينما.
إن صالة السينما هي المكان الطبيعي الذي تنطلق منه الأفلام الجديدة¡ وعليه إذا كان المعارضون يؤمنون بتوفر الأفلام داخل المنازل ويشجعون الناس على مشاهدتها في غرفهم الخاصة¡ فإنهم يتجاهلون نقطة أساسية وهي أن الأفلام ليست "علب مشروب غازي" تتشابه إلى حد التطابق¡ بحيث أنك إذا شاهدت الفيلم "أ" في منزلك فكأنك شاهدت بقية الأفلام¡ لا.. هناك أفلام لا تعرض إلا في صالات السينما ولا تصبح متاحة للمشاهدة داخل المنزل إلا بعد فترة طويلة¡ وهذه تحديداً هي الأفلام التي يبحث عنها السعوديون في صالات السينما الخليجية.
يضاف إلى ذلك أن صالة السينما تمثل حجر الأساس في صناعة السينما المحلية¡ وبالنسبة للمملكة التي ينشط شبابها الآن في مجال صناعة الأفلام وحققوا إنجازات عالمية وترشحوا للأوسكار مرتين¡ فإن صالة السينما تعد حاجة ملحة لتطوير هذه الصناعة وتنميتها بما يخدم الوطن اقتصادياً وثقافياً¡ إضافة إلى كونها عنصراً رئيساً في صناعة الترفيه¡ وعليه فإن المطالبين بها لا ينظرون لها كمكان عرض للفيلم –أي فيلم- فقط¡ بل هي نافذة تواصل إنساني مع أحدث الإبداعات الفنية العالمية¡ والمكان الطبيعي والضروري لنمو سينما محلية متطورة تخاطب العالم وتنقل الصورة الحقيقية للمملكة.
إضغط هنا لقراءة المزيد...