منذ زمن ليس بقصير والعلاقات الدولية ليست بالمستوى الذي يدعو إلى الاطمئنان في ظل تقاطع المصالح واختلافها¡ وهو أمر اعتدنا على التعايش معه طالما كان في أُطره المعقولة والسياق المتعارف عليه.
العلاقات الأميركية - الروسية شهدت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية محطات مهمة وصلت في بعض أحيانها إلى شفير الحرب¡ وأزمة (خليج الخنازير) وغيرها من الأزمات دليل شاهد على وصول العلاقات إلى مرحلة التأزم المطلق¡ وجاء الفشل في تسوية الأزمة السورية إلى اندلاع أكثر النزاعات حدة بين الولايات المتحدة وروسيا منذ الحرب الباردة.
وكان وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري أطلق تصريحات شديدة اللهجة بشأن عمليات روسيا¡ ورآها "واسعة النطاق ولا محل لها" في سوريةº معرباً عن استعداد واشنطن لوقف التعاون مع موسكو.
وقد ردت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على هذه التهديدات¡ بقولها إن هذه الكلمات هي دعوة للإرهابيين لمحاربة روسيا.
الخبراء في العلاقات الروسية - الأميركية¡ أكدوا أن تصاعد اللهجة بين واشنطن وموسكو خرج عن إطار حرب الكلمات.. وبحسب قولهم¡ فإن هناك خطراً حقيقياً من تصاعد الصراع إلى حين تغير الإدارة الأميركية¡ ومن أن يؤدي توقف التعاون بين موسكو وواشنطن في سورية إلى تبادل الهجمات على مواقع القوى التي يعدُّها كل طرف حليفة للطرف الآخر.
الشد الحاصل في العلاقات الأميركية - الروسية يعيدنا إلى أجواء (الحرب الباردة)¡ ومن الممكن أن يكون مرحلياًº خاصة مع رد الفعل الروسي الذي لم يقابل طرد واشنطن للدبلوماسين برد مماثل¡ بل فضّل الانتظار حتى قدوم الإدارة الجديدة برئاسة ترامب حتى يتبين حقيقة توجهاتها ومن ثم اتخاذ القرار المناسب.
نحن على أعتاب عام ميلادي جديد نتمنى أن يكون أفضل من سابقه بأن يكون العالم أقل توتراً مما هو عليه¡ وأن تنعم أمتينا العربية والإسلامية بالأمن والاستقرار والازدهار التنموي.
إضغط هنا لقراءة المزيد...