من أصعب ما يمكن عمله اليوم أن تقنع أسرة أو طالبا أو طالبة بأن تقول له "لست بحاجة لشهادة جامعية" مررنا سابقا بمرحلة أن من يحمل شهادة جامعية كمن يحمل تميزا لا يضاهيه شيء¡ وبمرور الزمن تغيرت المعادلة وأصبح التخصص مهما¡ ثم مرحلة الشهادة أصبحت عبئا لبعض التخصصات أو غالبها¡ ووصلنا مرحلة "الكيف" بدلا من "الكم" سابقا¡ قد يكون ذلك منطقيا باعتبار أننا دولة ناشئة وتحتاج كل متعلم ودارس خاصة بشهادات عليا. لكن اليوم ما هو الوضع¿ ولن أخوض بالشهادات العليا أو الجامعية ماذا نحتاج أو لا نحتاج¡ فهذا يحتاج تفصيلا موسعا ودراسة¡ ولكن لنسأل السؤال التالي: مهن ميكانيكي¡ كهربائي¡ صاحب محل تجاري ومتجر وعمل حر¡ مصمم ديكور¡ بائع لمنتجات كثيرة كالأعلاف والبذور¡ أو المواشي ونحوها¡ عامل صيانة¡ فني اتصالات¡ عشرات وعشرات المهن¡ متى سيعمل بها السعوديون¿ حين تقول ذلك لجامعي متخرج ناهيك عن حاصل على ماجستير وغيره¡ أن هذه الأعمال والمهن والحرف هي ما نحتاج فعلا¡ قد تتسبب لنفسك بمشكلة كبيرة وسخط وأكثر من الممكن¡ من المهم لنا كمجتمع واقتصاد ومستقبل¡ أن نعمل على استراتيجية "العمل الحر¡ والمهن¡ والحرف" هذه هي طوق نجاة مهم للشباب والشابات والاقتصاد والبلاد¡ حين نتذمر من وجود الأجنبي والتستر وسيطرته عليك أن تسأل ماذا فعل هو لكي يصل لما لم تصل له أنت¿
من يختلق الأعذار في "تقديري" لا يريد أن يعمل¡ والفرص لا تأتي وتطرق الأبواب لتقول لك تفضل الفرصة وصلت لبابك¡ هذا لا يحدث ولن يحدث¡ يجب أن تبنى ثقافة "العمل ليس عيبا" وأننا بحاجة "لفورة" حقيقة لكي يكون الشاب منتجا¡ فشهادتك الجامعية الغير "منتجة" أو بحاجة لها سوق العمل أيا كان¡ ليس ذنب الدولة أنها توظف كل متخرج هذا غير صحيح وإلا لغينا القطاع الخاص والعمل الحر إلى آخره. المبادرة يجب أن تزرع من التربية من المنزل والمدرسة والمجتمع وكل ما يحيط بك¡ لكي تفتح باب العمل¡ وأكررها دوما لا توجد بطالة حقيقة بالمملكة للشباب¡ والنساء من يعاني حقيقة لأن الفرص غير عادلة لهن كما يتاح للشباب¡ لنزرع ثقافة العمل بالمهن والحرف وأن الفرصة أنت تبحث عنها وتأتي بها¡ والفرص والحظ لا يأتي المشتكي والمتذمر¡ بل العمل يجلب كل شيء¡ وهذه حقيقة.




إضغط هنا لقراءة المزيد...