"أنا فاشل¡¡ أعلنت إفلاسي أكثر من مرة¡ وأسست ثلاث شركات اضطررت لإغلاقها بعد انهيارها¡ ولكني استطعت أن أتجاوز كل تلك التجارب الصعبة¡ وأسست ست شركات بعتها بقيمة 8 مليارات دولار وشققت طريقي للنجاح". ما زلت أذكر تلك الكلمات لرجل الأعمال الأميركي كارمن إلهيان عن تجاربه الفاشلة في منتدى للاستثمار في الشركات الناشئة في البحرين في ديسمبر 2015م. مقالة اليوم تتحدث عن الفشل وماذا نصنع بالفاشلين...
ننطلق إلى أوساكا في اليابان وتحديداً لشركة (تايوباتس)¡ حيث قدم أحد الموظفين اقتراحاً للبدء في تصنيع منتج جديد¡ ووافقت عليه الإدارة¡ وتم ضخ استثمارات كبيرة فيه¡ إلا المشروع انتهي بخسائر وصلت إلى حوالي خمسين مليون ين ياباني (نصف مليون دولار أمريكي). طبعاً تأثرت نتائج الشركة¡ والمكافآت التي كان من المخطط صرفها للموظفين¡ وباتت بيئة العمل صعبة ومكهربة¡ خاصة على الموظف صاحب الفكرة. في ذلك الوقت قرر رئيس الشركة (شيروؤوكا كيوشي) استحداث نظام جديد¡ ومنح جائزة خاصة لذلك الموظف تحت اسم (جائزة الفشل الذريع!). وتم تكريم الموظف أمام زملائه ومنحه مكافأة مالية تعادل ما يقارب 200 دولار.
وعندما سئل رئيس الشركة عن السبب الذي دفعه لذلك¡ أجاب بأنني لو عاقبت الموظف على فشله في المحاولة¡ سيتخوف جميع الموظفين من طرح أفكار جديدة. وبالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة¡ فلا بد لكي تستمر ولا تنهار من أن تخوض غمار التحديات¡ وتفشل وتنجح دون كلل أو توقف.
الجميل في الأمر أن الموظف الفاشل اقترح مشروعاً جديداً أصبح أحد أهم روافد الأرباح لشركته. والطريف أن رئيس الشركة منح نفسه أمام الموظفين (جائزة الفشل الذريع) بعد تسببه بخسائر نتيجة استثمار خاطئ في المعدات الثقيلة.
ولكن عندما تنظر للأمر بهدوء فبعد مرور عشرين عاماً على تطبيق هذا التكريم للفاشلين¡ استطاعت الشركة أن ترفع مبيعاتها أكثر من خمسة أضعاف لحوالي 5.5 ملايين دولار سنويا. ويعلق رئيس الشركة (كيوشي) بأن الموظف لا يتعمد الفشل¡ بل يحاول جهده لإنجاح الشركة وقد لا يوفق¡ فما عليك كمدير وقتها إلا أن تفكر بأن الشركة استفادت معرفة وخبرات ستكون مفيدة للخطوات التالية.
وباختصار¡ الفشل الحقيقي هو اليأس والاستسلام للفشل¡ وطريق النجاح هو أن تستمتع بكل هذا التحديات¡ وتتجاوزها بإصرار لتصل إلى أهدافك¡ بعد أن تتعلم من كل التجارب الفاشلة!
وكما يقول رئيس الوزراء البريطاني الأسبق (ونستون تشرشل) :"النجاح هو الانتقال من محطة فشل إلى أخرى دون أن تفقد حماسك!".
إضغط هنا لقراءة المزيد...