قبل عقود خلت لم يكن أحد يتطرق لأمر طائفي أو مذهبي رغم وجود الطوائف والمذاهب¡ كانت الأمور بسيطة جداً لم تلق بالاً للانتماء الديني أو العرقي.
منذ العام 1979 بدأت الأحداث تأخذ منحنى مختلف الوتيرة والاتجاه بتصاعد سريع أدى في نهاية الأمر إلى ما نحن عليه في الوطن العربي والعالم الإسلامي من بث روح التفرقة والعمل على إذكاء الطائفية وتكريس الانقسام الديني والسياسي والاجتماعي من أجل أهداف أساسها ليس دينياً أبداً إنما سياسي اجتماعي لإحداث خلل في المنظومة العربية والإسلامية يمكن النفاذ منه.
من المفترض أن تكون إيران دولة إسلامية كما يقول اسمها الرسمي ولكن كل ما تفعل بعيد كل البعد عن ما يدعو إليه الإسلام السمح من تعزيز التضامن الإسلامي الذي ننشد ونعمل من أجل تحقيقه¡ فإيران كل مافعلت أنها كرست الطائفية وجعلت لها أذرعاً في العالمين العربي والإسلامي يأتمرون بأمرها منفذين أهدافها وخططها¡ فهي قد نصبت نفسها دولة راعية لأبناء الطائفة الشيعية رغم اعتراضات لاحصر لها على تلك الرعاية خاصة من الشيعة العرب -عدا أولئك الذين باعوا عروبتهم بثمن بخس - الذين يعرفون تمام المعرفة إلى درجة اليقين أن إيران دولة عنصرية في تعاملها معهم كونهم ليسوا فرساً وبالتالي تتم معاملتهم كمذهبيين من درجة أدنى لايجب الوثوق بهم¡ وهذه حقيقة لايستطيع الإيرانيون إنكارها¡ فالمعتدلون منهم تحدثوا في هذه الجزئية المهمة ووثقوها.
يجب أن نعي أن ايران وجدت في التفرقة على أساس المذهب مبتغاها حتى تستطيع أخذ ثارها ممن أسقطوا إمبراطوريتها وكانت تعتبرهم رعاعاً¡ لا يجب أن نقلل من أهمية هذا المنحنى الفكري فهو الذي جعل إيران تتدخل في الشأن العربي من خلال عملائها في المنطقة.




إضغط هنا لقراءة المزيد...