في كل حديث عن الملاريا يقفز الناموس إلى الأذهان. نتحدث عن البيئة التي ترعرعت فيها هذه الحشرة. نطلق على هذه البيئة مصطلح مستنقعات. نتجاهل عمداً أو جهلاً أن المستنقع ليس سوى ماء آسن (لم يرحل) سدت منافذه فسمم الأجواء بالرطوبة حتى أصبحت التربة التي تحضنه غير صالحة للاستنبات. لا تنمو فيها غير الطحالب. التخلص من الملاريا¡ والتخلص من الطحالب¡ والتخلص من الرطوبة يتوجب التخلص من الماء.
امتداداً للحديث عن البيئة الحاضنة للأمراض¡ لا يخفى علينا أن الحمامات أعزكم الله هي أفضل بيئة لنمو الجراثيم والميكروبات. إذا كان الماء هو البيئة التي يحتاجها الناموس للتكاثر فلا شك أن الماء هو البيئة التي تحتاجها الجراثيم لتنمو وتتوحش.
لا يشكل الماء خطراً لمجرد أنه بيئة تنمو فيها الأمراض بل يشكل خطراً حتى في سويعات السعادة التي نبحث عنها. حذرك من خطر الماء عليك وعلى أطفالك أكثر من حذرك ويقظتك لعدو يروم قتالك. كم عدد الأطفال الذين ماتوا في المسابح وكم عدد الرجال والنساء الذين ماتوا غرقاً في الأنهار والبحيرات وعلى الشواطئ¿ كم سفينة ابتلعها الماء بركابها الأبرياء¿ بل إن كثيراً منهم مات غرقاً وهم في طريقهم لأداء شعيرة الحج. لا يكفي الماء أن يكون مميتاً بذاته بل يتحول في كثير من الأحيان محرضاً على التقاتل. كم أرواح ذهبت ضحية الصراع على الماء بين القبائل والرحل¿
إذا كان صراع القبائل والرحل أصبح ماضياً فالماء يبيت لنا مرحلة جديدة من التقاتل ستكون نتائجها خطيرة ومدمرة وقد تصل إلى حروب إبادة. يتنبأ العلماء أن الصراع على الماء سيكون السبب الأول في حروب المستقبل.
لا يحتاج موت الماء إلى كمية كبيرة يكفي أن يخطئ الإنسان ويدفع بقليل من الماء في فتحات التنفس حتى يلقى حتفه. فيما نسميه (شرق بالماء).
إذا تركنا الحياة المفتوحة سنجد أن بعض الدول ومنها أميركا استخدمت الماء في التعذيب والتحقيق مع المعتقلين. يعد التعذيب بأيهام الغرق من أشد أنواع عمليات التعذيب التي مارسها الإنسان ضد الإنسان. في الأخير سنرى خطر الماء حتى في التفاصيل الصغيرة. يشكل الماء أكبر مكون للكحوليات والسموم والدم المحرم ولا يوجد كائن حي عدو للإنسان لا يشكل الماء ثمانين في المائة من مكوناته.
إذا تأملنا في مضار الماء التي لا تعد ولا تحصى لابد أن يقفز بين يدينا سؤال: أيهما أولى باستخدام باب سد الذرائع الماء أم سياقة المرأة للسيارة¿.
إضغط هنا لقراءة المزيد...