فرص الشراء في أسواق المال لا تأتي من خلال قمم الأسواق المالية¡ ولا من خلال ذروة النمو الاقتصادي الكلي ولا البورصات¡ هذا بقياسات الأسواق والاقتصاد¡ وحين نجد اقتصاداً كـ"المملكة" يملك مقومات القوة والقدرة والثروة التي لم تحصر ولم تحصى لليوم خاصة لما تحت الأرض¡ يجعلك أمام مرحلة ورؤية مستقبلية لا تضعفك كمستثمر أو حتى كمواطن عادي¡ حين نرى إصلاحات اقتصادية في ذروة قمم الاحتياطيات المالية فهي عين الصواب¡ لأن ادخار الثروة وقت الفورة الاقتصادية والفوائض¡ وإعادة استثمارها في أوجه متعددة يضعك أمام خيارات أكبر وأوسع لمواجهة تحديات المستقبل¡ حين ينحدر سوق المال لظروف استثنائية أو عابرة أو دورة اقتصادية وأنت لديك "يقين" بقوة الثروة والمقومات التي تملكها الدولة¡ فهي تصبح أفضل خيار للمستثمر¡ فالأزمات هي الوجه الآخر للفرص¡ وحالة الخوف والهلع للناس في مثل هذه الظروف تعتبر فرصاً للمستثمر¡ حين وصل المؤشر العام للسوق السعودي "مثلاً" قبل أشهر قليلة مستويات 5200 إلى مستوى 5400 نقطة واليوم بيناير نتحدث عن مستوى 7000 نقطة وقد وصلت مستويات 7200 نقطة¡ أي مستويات ارتفاع تفوق 30%¡ رغم أن كل شيء لم يتغير¡ لمجرد أن الموازنة العامة للدولة صدرت وأظهرت إيجابيات كبيرة جدا في مستوى الإنفاق¡ وأيضا التوجه الحكومي بالتحول الكلي في الاقتصاد.
حين تكرس رؤيتك على الظلام والسوداوية الاقتصادية خاصة وأنت لا تملك القدرة على القراءة للمتغيرات¡ وتسمع نغمة واحدة وهي الإحباط والسوداوية¡ وطبيعة الإنسان البحث عن الأمان فيركز على السلبيات المتوقعة لكي يتصرف أو يتفاداها في مستقبلة¡ ولكن علينا أن نكون أكثر ثقة وتوازناً في أن المستقبل سيحمل لنا الأفضل ومرحلة التحول إيجابية لخلق اقتصاد أكثر مرونة¡ وأكثر تنوعاً في الدخل¡ أليس هذا هو المطلب الذي نكرره من سنوات ونطالب به¿! فلماذا حين أتى توجس البعض وتخوف¿ أليست هي الحلول¿ ستقول الضرر على المواطن¡ وهذا غير صحيح كلياً لوجود "صندوق المواطن"¡ الأزمات تخلق الحلول¡ ونحن في طور الحلول لمرحلة مستقبلية¡ قد يواجه النفط مسارات أصعب سعرياً¡ ولا يمكن لأحد أن يقدر سعر الغد للنفط¡ فما بالنا بأسعار بعد خمس وعشر سنوات حتى وإن كانت متفائلة¡ يجب أن تستعد لكل الظروف¡ ودور المواطن هنا مهم جدا بأن يكون أكثر "وعيا وإدراكا" للتحولات المستقبلية التي ستكون أصعب بكثير ما لم تكن بداية التحول والرؤية¡ وهذه حقيقة لا مناص منها¡ ويجب الوقوف معها للمستقبل.
R_alfowzan




إضغط هنا لقراءة المزيد...