الرثاء والكتابة بحزن والبكاء وألم الفقد من الصعوبة التعامل معها¡ فمهما وصل الإنسان لقمة الإبداع لن يستطيع أن يجسد حزنه الحقيقي¡ لن أرثي مساعد الرشيدي ولن أكتب عنه بحزن¡ سأتجاوز الأحزان وألم الفقد¡ وأتحدث عنه كما كان يعيش وبفخر كمبدع وطني¡ استطاع خلال مسيرته مع الإبداع والشعر أن يكون زعيماً في مجاله¡ هو حالة مختلفة كتجربة شعرية وإعلامية وفنية أيضاً.
تخيلوا أن من اكتسى الوطن حزناً عليه¡ ووصل الحزن عليه ورثاء فقده لحالة تستحق الدراسة إعلامياً وخصوصاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي¡ بعد أن حقق فقده مستويات عالية وصلت للترند أكثر من مرة¡ لم يكن يحرص منذ انطلاق شهرة إبداعه على التهافت على وهج الإعلام¡ كان الراحل يمثل حالة من التقشف الإعلامي¡ ليس غروراً وليس كبراً ولكن عفوية وبساطة¡ حضوره وغيابه الشامخ أعطانا الثقة بقيمة ومكانة المبدعين في ظل فقداننا لها مع شهرة التافهين¡ رحيله جمع الوطن بصورة تجسد "الوحدة الوطنية" الحقيقية التي صنعها الملك عبدالعزيز رحمه الله.
تجربة حزن الوطن على مساعد الرشيدي تعطينا فرصة للحديث وبصوت عال عن قيمة المبدع في بلادنا¡ ماذا أعددنا له وماذا نريد منه وماذا نعمل بعد رحيله¡ هل نعطيه قيمته بعد رحيله ونغدق عليه كلمات الحزن والمشاعر فقط¿ - المجتمع بكافة أطيافه¡ الكبير والصغير والمسؤول والمواطن العادي وغيرهم كانوا يرددون أن مساعد فقيد وطن¡ ولكن لماذا يغيب عنا أن هناك مبدعين ورموز بالاهتمام بهم نفعل مفهوم الوحدة الوطنية بأسلوب يتناسب مع حب ورغبات المجتمع¿
تخيلوا لو كان مساعد يهتم كثيراً بالإعلام ويعتبره شغله الشاغل¡ كيف سيكون الحال مع إبداعه¡ وكيف سيكون الحال بعد رحيله¿ حالته الإبداعية والحزن الذي ظهر على الوطن أمر بصراحة غير مستغرب¡ لأن الراحل ورغم تقشفه الإعلامي إلا أنه اختط لنفسه مكانة كبيرة على مستوى الشعر وحتى على مستوى التجربة مع الأغنية¡ فهو يمثل أيضاً حالة فريدة في كونه بدأ كشاعر يُغنى له مع كبار نجوم الأغنية عكس الكثيرين.
رحيله جسد لنا المعنى الحقيقي لوحدة الوطن¡ لم يكن مُلكاً لنفسه أو لقبيلته بل لكل أطياف الوطن¡ أطياف المعزين كانت شاهدة على ذلك¡ رحيله أعطى للإعلام هنا وخارجياً ثقتنا بمبدعينا ومكانتهم حتى بعد رحيلهم¡ رحم الله مساعد¡ وشكراً لمحبي مساعد¡ وشكراً للفارس الوفي الأمير متعب بن عبدالله.
إضغط هنا لقراءة المزيد...