تفاعل المجتمع مع الطفلة المعنفة دارين كان سريعاً من مختلف أطيافه المتابعين المتفاعلين ومن ثم السلطة التي نفذت بسرعة إنقاذ الطفلة من براثن أب مجرم وليس عنيفاً فقط كما يكتب¡ أب لا يعرف الرحمة ولا الإنسانية تعامل مع الطفلة ذات الأربعة شهور وكأنها ورقة ضغط أو مساومة يلوّح بها للأم من أجل العودة إليه وليس طفلة بريئة من دم ولحم وضعف يمنعها عن الدفاع عن نفسها..!
قضية دارين فتحت صفحات مغلقة كثيرة حاول المجتمع تغطيتها والتستر عليها رغم أنه يعرف بوجودها.. وهي ليست جديدة وأولها: الزواج من خلف السلطة دون الحصول على ترخيص من فتيات عربيات واستغلال ظروفهن بدناءة والوعد بالحصول عليها بعد الزواج.. ثانياً: وهو الأهم من يُسهل لهؤلاء الزواج وكيف يتم عقد النكاح ويكتب دون موافقة السلطة¿ ويفترض البحث عن هؤلاء الذين يكتبون هذه العقود ويتآمرون مع طالبي الزواج..!
ثالثاً: وفي هذه القضية هذا شخص مجرم من بدايتها كتب شيكاً بدون رصيد مهراً للفتاة ولم تستطع أن تصرفه وليس له عمل وهي زوجة ثانية ظلت معه أربع سنوات يمارس عليها كل أنواع التعذيب¡ ومن ثم عندما غادرته بعد أن طُرد من كل الشقق المستأجرة لعدم قدرته على الدفع انتقل لممارسة التعذيب على الطفلة التي أخذها وهي المفترض أن تكون في حضانة أمها لكونها تبلغ شهراً واحداً¡ من أجل أن تعود إليه الأم وليس له وسيلة لعودتها سوى أن يعذّب هذه الطفلة ويصوّرها ويرسل الصور للأم من أجل أن يحرق قلبها عليها.. دون أن تخالجه أي لحظة إنسانية من أجل أن يرأف بها وهي جزء منه أولاً أو يخاف أن تنشر الأم الصور لأنه مطمئن أنها سوف تعود إليه صاغرة لتنقذ ابنتها الصغيرة وتتحمل تعذيبه من أجلها¡ لأنها أجنبية وتخاف أن تشكو للشرطة كونها تزوجت دون موافقة وبالتالي قد تخاف أن يقع عليها اللوم..!
ما قام به الأب من تعذيب جسدي لطفلته جريمة جنائية كما يقول أحد المحكمين قضائياً.. ولا يكفي القبض عليه وحبسه لأيام ومن ثم يتم الضغط على الأم لأنها أجنبية من أجل التنازل ويخرج من السجن دون أن يأخذ عقاباً رادعاً.. أو ما يستحقه ويشفي غليل من آلمتهم الصورة المفجعة..!
ضرب مبرح أو عنف غير مبرر أفضى إلى موت طفلة.. وتعذيب آباء لأطفالهم.. وزيادة على ذلك تصدير التعذيب.. كل هذه الصور تستفز المجتمع وتجعله يطالب بالعقاب الرادع¡ وبالمثل إن كانت هناك عقوبة مناسبة.. لا يكفي أن يتصالح الطرفان لمصلحتهما على حساب من تلقى العذاب¡ ولا يكفي أن تتنازل الزوجة لأي سبب حتى ولو لعودة طفلتها لها وحضانتها وتحصل على مقابل.. فحق المجتمعات التي تحمي حقوق الأطفال والنساء ينبغي أن تكون محفوظة ولا تضيع عندما يسقط الحق الخاص.. لأن هذا العقاب يمنع المجرمين الآخرين من ارتكاب جرائم جديدة ويحافظ على إنسانية المجتمع وأمنه..!!
إضغط هنا لقراءة المزيد...