على الرغم من جسامة الأحداث وتسارع وتيرتها وسخونتها وتداخلها في الكثير من الأحيان في منطقة الشرق الأوسط¡ إلا أن القضية الفلسطينية لم تفقد زخمها¡ بل ظلت في المقدمة من حيث الاهتمام والمتابعة والانخراط في التفاصيل¡ وليس أدل على ذلك من المؤتمر الدولي الذي سيعقد في العاصمة الفرنسية باريس اليوم¡ بحضور سبعين دولة ومنظمة إقليمية ودولية في إطار الاستجابة لدعوة فرنسا من أجل إيجاد حل لقضية هي الأقدم على مستوى العالم¡ دون وجود حلول جذرية قد تؤدي إلى إنهاء الصراع العربي - الإسرائيلي بالطرق السلمية بإقامة دولتين تعترف كل منهما بالأخرى.
التعنت الإسرائيلي هو العقبة الأساسية في الوصول إلى سلام حقيقي بتكريسه لسياسة الاستيطان¡ وبضربه عرض الحائط بالقرارات الدولية ذات الصلة¡ وكأن الأمر لا يعنيه بأي شكل من الأشكال¡ ممعناً في غيه وصلفه ونواياه¡ فلو كانت (إسرائيل) راغبة في إحلال السلام لكانت استجابت لأي من الحلول التي تم طرحها¡ وفي مقدمتها المبادرة العربية للسلام¡ التي مضى على طرحها قرابة الخمسة عشر عاماً¡ ووضعت حلولاً جذرية للقضية¡ فما كان من (إسرائيل) إلا أن تعاملت معها بطرق ملتوية وفضلت نقاش الهوامش دون مناقشة جوهر المبادرة¡ لأنها لم تتوافق مع رؤيتها للسلام¡ الذي يخدم أهدافها¡ دون مراعاة للطرف الفلسطيني أو مفهومه للسلام الشامل والعادل.
وعند دعوة فرنسا لعقد مؤتمر السلام فإن الرفض الإسرائيلي كان حاضراً وبقوة¡ معتبرة هذا المؤتمر ضدها¡ وفي صف الفلسطينيين¡ رغم أن المؤتمر دُعي له من أجل إيجاد حل للقضية وصولاً إلى حل الدولتين.
(إسرائيل) لن تتجاوب مع أي دعوة من أجل إحلال السلامº فهي تعتقد أن ذلك السلام يعني بداية نهايتها¡ فالأطماع الإسرائيلية في المنطقة أكبر من الوصول إلى حل مع الفلسطينيين بكل تأكيد.
إضغط هنا لقراءة المزيد...