تبدأ الأسبوع المقبل في العاصمة الكازاخية أستانة أعمال المؤتمر الذي دعت إليه روسيا وتركيا¡ وصولاً إلى وقف إطلاق نار شامل في سورية تشارك فيه أطراف الأزمة من معارضة ونظامº محور المؤتمر هو وقف إطلاق نار شامل رغم أن الوقف (الجزئي) لم يصمد كثيراً¡ بل كان متعدد الخروقات¡ وكان سيؤدي إلى عدم اشتراك المعارضة في المؤتمر سالف الذكر احتجاجاً.
يجب علينا عدم الإفراط في التفاؤل بنتائج المؤتمر¡ خاصة وأنه ليس الأول من نوعه بل الرابع¡ فقد سبقه ثلاث جولات في جنيف لم تفضي إلى أي نتائج من الممكن التعويل عليها لبناء مسار سلمي يؤسس لمرحلة مقبلة من الحل السلمي الشامل للأزمةº فلما سيكون هذا المؤتمر هو من سيؤسس للمرحلة المقبلة¡ والحال على ماهو عليه من تعقيدات سياسية وعسكرية¿.
الإجابة على السؤال ليست بالأمر الهين¡ كونها غير واضحة المعالم¡ ومتباينة الأهداف والرؤى¡ ولا توجد أرضية مشتركة لبدء حوار جدي يفضي إلى نتائج ملموسة¡ فكل فريق من المتنازعين يرى الحق معه وفي جانبه دون الفريق الآخر¡ وروسيا الراعي الرئيسي للمؤتمر لها مواقفها المؤيدة للنظام¡ ومنها تدخلها في ملف الأزمة وبقوة من أجل ترجيح كفة النظام على المعارضة عسكرياً¡ وما حصل في شرق حلب لازال حاضراً في الأذهانº فكيف ستغير موسكو موقفها من مؤيد للنظام إلى طرف حيادي يرعى مؤتمراً من أجل وقف إطلاق النار في عموم سورية¿.
الأسئلة كثيرة والإجابات شحيحة إن لم تكن معدومة على الهدف من المؤتمر¡ وما سيؤول إليه من نتائج ترضي الأطراف المشاركة¡ خاصة أن الأزمة السورية اقتربت من إكمال عامها السادس وسقوط أكثر من نصف مليون قتيل حسب الإحصاءات المتوفرة¡ وتهجير الملايين من السوريين داخل سورية وخارجها في أكبر أزمة نزوح عرفها العالم منذ الحرب العالمية الثانية بحسب الأمم المتحدة.
سننتظر ونرى كيف ستدير روسيا مؤتمر أستانة¡ وماهي النتائج التي سيخرج بهاº وهل فعلاً ستؤدي إلى إيجاد مخرج للأزمة السورية¿ أم سيكون هناك حاجة لمؤتمرات أخرى سيتابعها الشعب السوري دون أن يلقي إليها أي بال.
إضغط هنا لقراءة المزيد...