بناء مستقبل الأمة يُعقد على المعلم الذي استطاع أن يجعل من رسالته تجاوزاً لحدود المقرر والسبورة¡ متجاوزاً التحديات العصريّة والتغير العولمي السريع¡ ومتعاملاً بمهارة مع الثورة المعلوماتيةº ولأن المعلم العربي كغيره ممن يحتاجون الاهتمام به وبرسالته ومهنيته¡ فقد أقيمت من أجله عدة مشاريع¡ أهمها المشروع المشترك بين منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" والمنظمة العربية للعلوم والثقافة "الإلكسو" الذي جاء مؤخراً نتاج اجتماع بعنوان "استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والموارد التعليمية المفتوحة¡ للرفع من كفاءات المدرسين في الدول العربية"¡ وأكد المشاركون فيه أن التكنولوجيا عنصر أساسي وهام في العملية التعليمية¡ وعلى المعلم أن يأخذ نصيبه منها بشكل مهني حديث ومتجدد.
المشروع باختصار¡ بدأ بقاسم مشترك كان التركيز فيه¡ أن يكون التعاون والتنسيق التام باعتبار الإلكسو الشريك الإقليمي لليونسكو في تنفيذ مشروع الموارد التعليمية المفتوحة على مستوى الدول العربية¡ وثانيها أن تنظم ورش عملٍ دورية في الدول العربية بمشاركة الفاعلين في قطاعي التربية والتكنولوجيا¡ وثالثها أن تقوم الإلكسو بالاعتماد على "إطار عمل تنمية كفاءات المعلمين في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات" بإعداد محتويات تدريبية رقمية¡ ومحاضرات عن بعد عاليّة الاستقطاب¡ لتكون كموارد تعليمية مفتوحة للجميع ويتم تدريب المعلمين وتنظم دورات لهم في الدول العربية من خلالها¡ وبذلك يكون التركيز أولاً وأخيراً في مشروع اليونسكو والإلكسو لرفع كفاءة المعلمين العرب معتمداً على الـمـوارد الـتـعـلـيـمـيـة الـمـفـتـوحــة (openEducational Resources).
أما الملفت¡ أن "الإلكسو" حملت على عاتقها برامج تكنولوجيا المعلومات في المشروع المشترك وجاء في تقريرها¡ أن يكون تنسيقاً وتكاملاً للجهود بما يضمن إعداد وتأهيل مختصين في المجال التقني¡ مع التوسع في البرمجيات وكل ما يتعلق بالمجالات الرقمية¡ وتحفيز مشروعات التطبيقات الذكية التعليمية¡ وإنشاء بوابة للمنظمة الإلكترونية بقواعد معلومات وبيانات تربط مع نظيرها من المنظمات والهيئات¡ وأن تكون هناك دراسات يتم الاستفادة فيها من التقنية في عمليات "التعليم عن بعد".. ورزمة من نقاط التقرير الأنموذج بحق!.
المنعطف الأهم والمهم في هذا المشروع التعليمي المشترك¡ هو ضرورة تفعيله بشكل مخطط وواضح¡ وأن يكون له منصّة إعلامية مشتركة بين الإلسكو واليونسكو تُقدِم وتُبرِز فيه إنجازات المشروع¡ وأين وصل في كل دولة وإقليم بشكل دوري¡ مع إعداد تغذية راجعة له¡ ومعايير قياس وتقويم لمخرجاته¡ وأن تتم دراسته أخيراً ببحث علمي مشتركº وما عدا ذلك من رأيي¡ فإنه يظل مشروعاً من المشاريع المبتذلة التي تقدمها المنظمات الدولية والأقليمية كي تأخذ حيّزاً في حيوات الإنسانية فقط!.
إضغط هنا لقراءة المزيد...