انشغل العالم بجزئيات من حفل تنصيب الرئيس الأميركي ترامب ومراسم خروج سلفه من البيت الأبيض. وأكثر ما انشغل به الكثير هو تلك الرسائل المستفزة في خطابه الأول. فمن رسالة تركز على الإرهاب وتصنيفه بالإسلامي إلى رسالة للرئيس السابق وهو يصف فترته وفترة من قبله بفترة الأحاديث الفارغة التي قادت بلاده الى التراجع. ولعل خدعة اتهام من قبله بالكلام الفارغ تعود في نفس الخطاب عندما باع للجموع فكرة إعادة السلطة للشعب. وهناك من اشترى منه الفكرة التي عززها بكل ما هو أميركي لخدمة المواطن الأميركي.
وفي ظل هذا التتبع توجت النساء رفضهن لتنصيبه في مسيرات حاشدة كانت أبرزها مسيرة النساء في واشنطن العاصمة السبت الماضي. وقامت مسيرات نسائية مماثلة تصل إلى 600 مسيرة داخل وخارج الولايات المتحدة. واللافت للنظر أن بعض المسيرات وصلت حتى جنوب الكرة الأرضية وزادت في أستراليا ونيوزيلندا. وهناك من يعيد سبب هذا الموقف النسائي العدائي من ترامب هو الإساءة للمرأة في تسجيل يعود لعام 2005¡ والذي لم يتوان عن توجيه الإساءة تلو الأخرى لها مما دفعهن للوقوف ضد تنصيبه رئيسا. وهناك من يعيدها للدعوة التي وجهتها تريزا شوك المحامية المتقاعدة التي تعيش في هاواي عبر وسائل التواصل الاجتماعي ردا على تلك الإساءة.
وبغض النظر عن السبب فإن موجة من الربيع الناعم والمناهض للرئيس ترامب قد بدأت تتبلور في الرسائل والمواقف ضده. وجميعها ستكون مادة دسمة للإعلام الأميركي الذي يعشق مثل هذا النوع من دراما الواقع ومسلسل الفضائح. فهي مواد جاذبة للجمهور الذي يلهث المعلن وراءه.
وهناك جانب لم يغب عن المرأة التي تشاهد وتسمع وتسجل ولا تنسى. فهناك من سجل بالصورة والتحليل حركة عيون ثلاث من النسوة تكشف طبيعة العلاقات المتوترة بين هذه الشخصيات البارزة على الساحة الأميركية. وهذه النظرات كانت لميشيل أوباما وهيلاري كلينتون موجهة نحو ميلانيا ترامب. فكل نظرة برسالة ومادة إعلامية دسمة. وكل رسالة لها تفسير وربما توظيف مستقبلي. ولعل التوظيف الإعلامي لتلك الصور هو الأقرب. فهي صور تكشف عن مواقف نسوية من هذه السيدة التي أطلت على الجميع من نافذة جاكلين كنيدي. وهي بكل تأكيد إطلالة ستثير الغيرة النسوية إعلاميا لسنوات. سنستمع بدراما أميركية سيصنعها الإعلام على تليفزيون الواقع وأفلام هوليوود.. أتمنى للجميع متعة المشاهدة بدون تشنج.
إضغط هنا لقراءة المزيد...