من الضروري أن أبدأ مقالتي بالإشارة إلى شعبوية العبارة التي تقول: "السياسة الأميركية لا تتغير بتغير الرؤساء"¡ لأنه وصف عام¡ يريح أي شخص من التحليل¡ ويختصر له المشهد بنظرة قاصرة -كما أعتقد-¡ رغم أن كل الدلائل والنتائج من الإدارات المتعاقبة¡ على البيت الأبيض¡ تقول بعكس ذلك.. ولو افترضت خطأ تقديري¡ وصحة العبارة¡ فإن ما يحدث مع الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب مختلف¡ مختلف جدا¡ كفيل بإسقاط أي تحليل متتابع¡ أو رؤية سابقة.
تمرد ترامب -بعض الشيء- على حزبه¡ وتجاوز الإعلام النزيه حسب وصفه¡ وانتصر على التوقعات والأحلام الوردية¡ ووصل أخيرا إلى سدة الحكم¡ ليقود أقوى دولة في العالم¡ ذات أقوى جيش¡ وأقوى اقتصاد.. وأكبر تحدٍ!
بالتأكيد¡ يقضي الرئيس الأميركي أول أيامه في الحكم¡ ولكن ومن خلال خطاباته الأولى¡ ما الملامح التي التي نقرأها من ذلك¿
لم يقلها بشكل مباشر¡ ولكن ترامب يتهم المؤسسات السياسية بالفساد¡ ويعتقد أن الديمقراطية الأميركية لم تكن كافية لمراقبة عملها¡ ويفترض وجود عمل جديد لإدارته¡ للانتصار للناس¡ والثأر للشعب من هذه المؤسسات.
بدأ معركته مع الإعلام مبكرا¡ وحمل كل احتقانات الانتخابات إلى داخل البيت الأبيض¡ ويبدو أنه سيعتمد على "تويتر" كثيرا¡ حسابه الشخصي¡ بعدما تجاهل حساب الرئيس¡ ويمكن أن تشغله مساجلاته مع الإعلام عن عمله الحقيقي.. خاصة أنني أعتقد أن "تويتر" قد تتخذ شيئا ما حيال حضوره¡ لا أعرف ما هو بالتحديد¡ لكني أفترض ذلك.
كرر الإشارة لمحاربة "الإسلام المتطرف" أو "الإرهاب الإسلامي المتطرف"¡ لا أحد يقبل الإرهاب بكل أشكاله إطلاقا¡ أعني الأسوياء¡ لكن في الوقت نفسه للإرهاب مصادر مختلفة¡ وهو ما يجب أن يستوعبه ترامب¡ أو بالأحرى لا يبدو أنه يعلم ذلك¡ أو لا يريد ذلك.. كما أنه يجب أن يعرف "الإرهاب الإسلامي" بشكل دقيق.
عزف كثيرا -أو لنقل زايد- على مشاعر المواطنين¡ وراهن على توفير الوظائف¡ وتطوير المشروعات التنموية¡ وتحديدا عندما وعد ببناء طرق جديدة¡ وجسور ومطارات وأنفاق¡ وسكك حديد في جميع أنحاء البلاد¡ وقد يفعل ذلك بالفعل¡ سواء من خبرته في قطاع الأعمال¡ أو الموارد التي تمتلكها الولايات المتحدة الأميركية¡ ولكنها -في الوقت نفسه- تظل مجرد وعود¡ قد تتلاشى مع الوقت!
هذا ليس كل شيء¡ ينتظرنا الكثير مع ترامب¡ في كل الجوانب¡ الإيجابية والسلبية¡ وحتى الداخل الأميركي¡ ينتظره ما هو أكثر.. ولكن¡ يفترض أن ننتظر¡ أو يجب أن نفعل ذلك¡ ثم نقيم التجربة المجنونة (من ملامحها الأولية)! والسلام..




إضغط هنا لقراءة المزيد...