تطابق (match) هو فيلم أمريكي كتابة وإخراج ستيفن بيلبر وبطولة الممثل البريطاني باتريك ستيوارت.
الفيلم يتحدث عن مدرب لرقصة الباليه يتلقى زيارة من باحثة وزوجها وتتطور الأحداث في الفيلم كي يكتشف المدرب والذي كان راقص باليه بارع في الستينات أن الباحثة وزوجها يكذبان وأنهما لم يطلبا مقابلته لإجراء حوار لكنهما يخفيان السبب الحقيقي للزيارة وهي شك الزوج أنه ابن المدرب الذي تخلى عنه في طفولته ورفض الاعتراف بأبوته وتركه لأمه التي كانت في ذلك الوقت راقصة باليه هي أيضا¡ لكنها تركت الرقص وعملت سكرتيرة في بلدة صغيرة كي تربي ابنها بمفردها. هذه قصة الفيلم باختصار شديد¡ والذي يشد في الفيلم ليس القصة¡ ما يشد في الفيلم هو الحوار¡ وقبل أن أبحث عن الكاتب والمخرج أدركت فورا أن الفيلم مأخوذ عن مسرحية¡ لأنه يعتمد تماما على الحوار ولأن المكان الذي تجري فيه الأحداث محدود جدا¡ وهو شقة المدرب. بالرغم من ذلك¡ وبالرغم من خلو الفيلم تقريبا من الأحداث¡ لكنه يشدك لمتابعته حتى النهاية¡ وذلك يعود لبراعة البطل في تجسيد الشخصية وبراعة الحوار الذي يجعلك متفاعلا مع الأبطال طوال الفيلم.
هذا تحديدا ما يذهلني في السينما¡ أنك تتابع قصصا بعيدة عنك كل البعد¡ غريبة على قيمك ومفاهيمك وكل ما خبرته في الحياة¡ لكنك خلال مدة الفيلم تفهم ما يدور¡ تستوعب الحوار وتتعاطف مع شخص ضد شخص وتتفهم دوافعه ومبرراته أو ترفضها أو على الأقل تفكر فيها.
وهذا ما جعلني أتذكر كلمات شاب سعودي يحب السينما وقرر أن يدخل هذا المجال بالرغم من كل العقبات التي يواجهها حيث لا وجود لصناعة السينما ولا وجود لدور سينما أساسا¡ قال إنه يتمنى وجود السينما ليس لمشاهدة الأفلام¡ لكن كي يكون لدينا صناعة سينما¡ كي نصل للعالم من خلالها.
حين تأملت كلامه أدركت كم هو حقيقي¡ بالفن تستطيع أن تصل إلى العالم¡ أعتقد أننا بالنسبة للآخر¡ غامضون جدا¡ وفكرتهم عنا ساذجة جدا¡ لا زال الناس هناك يتصورون اننا نسكن الخيام ونركب الجمال وبجوار كل خيمة يملكها مواطن بير بترول نغرف منه ونحصل منه على المال. صدقوا أو لا تصدقوا¡ لكنهم لا يعرفون عنا شيئا.
الأكثر من ذلك أن دولة مثل إيران¡ المتقدمة جدا سينمائيا¡ استطاعت أن تنال الكثير من التعاطف من الغرب عن طريق السماح لفنانيها بصناعة سينما متقدمة¡ على الرغم من أن معظم هؤلاء الفنانين هم من المعارضين لسياستها.
هذه إحدى الطرق للوصول إلى الآخر والتواصل معه. وهي أكثر الطرق تأثيرا. شئنا أم أبينا.




إضغط هنا لقراءة المزيد...