التطور التقني الذي صاحب عملية التعلم في الحقيقة أربك نظريات التعلم التقليدية مثل السلوكية والمعرفية وحتى البنائية التي أصبحت عاجزة عن تفسير طبيعة "التعلم" في العصر الرقميº لأنها انحصرت في بيئة التعليم والتعلّم الروتينية المنظمة المتجهة إجراءاتها في مسارات محددة¡ لكن مع وجود التكنولوجيا وتطورها جعلها تتجاوز تلك النظريات السائدة بخدمات تقنية ثورية أطلقت روح الإبداع¡ ودفعت بمكنون النفس عن التعبير دون قيود¡ وسهلت عمليات حفظ المعلومة وتخزينها واسترجاعها في أي وقت وجعلت من تعلم الشيء ومعرفته قيمة بحد ذاته.
هذا وغيره الكثير¡ مما عجزت عنه النظريات السائدة في تعاملها مع التقدم المذهل مهد الطريق لبداية ظهور "النظرية الاتصالية" أو الترابطية "Connectivism" بفرضية "التعلّم" المؤكدة على دور السياق الاجتماعي والثقافي¡ وتناقش التعلّم بوصفه شبكة من المعارف الشخصية يتم إنشاؤها بهدف إشراك الأفراد فى التعليم وبناؤه وتدعيم التواصل والتفاعل عبر شبكات الويب¡ وبالتالي توفر فهماً واضحاً لكيفية تعلّم المتعلمين فى المؤسسات التعليميةº لذلك تعرف بأنها "نظرية" تسعى لتوضيح كيفية حدوث التعلم فى البيئات الإلكترونية**وكيفية تأثرها بالتغييرات الاجتماعية التي يتبعها تكنولوجيا جديدة.
"الاتصالية" تعد مشابهة إلى حد ما لنظرية "التعلّم الاجتماعي" لأستاذ علم النفس الاجتماعي ألبرت باندورا في جامعة ستانفورد الذي اقترح أن يتعلم الناس من خلال الاتصال¡ أما التعلّم في "الاتصالية" فيركز فيه المتعلم على عمل صلات بين المعلومات والمعارف المتخصصةº لتستوعب وتصف كذلك البيئة التعليمية التي تحيطها التكنولوجيا وتربطها التقنية¡ فكانت هذه النظرية بأطرها الثلاثة (التعليمية –الاجتماعية - التكنولوجية) بمثابة الثورة التي حطمت قيود النظريات التقليدية القديمة عندما أتت بها في 2004م "سيمنز"**لتضع التعلّم عبر الشبكات في إطار اجتماعي فعّال للحصول على المعرفة من خلال التواصل مع الآخرين¡ كما هو سائد في مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي لمساعدة الحصول على المعلومة بصورة ميسرة متقنة¡ جعلت الكثير من المعلمين والمهتمين يستفيدون من "الاتصالية" في توصيل المعلومة من خلال "المدونات" أو "اليوتيوب"¡ أو "الفيديو" بتنزيل شروحات للمواد..
وأخيراً¡ بغض النظر عن الاختلاف على هذه النظرية التي يراها البعض على أنها لا تصل إلى اعتبارها نظرية ولاتتعدى كونها وجهة نظر¡ لكن فوائدها المذهلة في الحصول على المعلومة¡ وما أحدثته من رفع للمستوى الثقافي والعلمي¡ وحصوله على درجة علمية دون اعتبار لسن المتعلم أو زمنه ومكانه تجعل من عبارة "نظرية التعلم للعصر الرقمي" تؤكّد على أن الترابطية بتقنياتها أصبحث تؤثر على كيف نعيش¡ نتواصل¡ نتعلم !.




إضغط هنا لقراءة المزيد...