كلنا يعرف المعاناة اليومية الممتدة عبر ما يقارب الست سنوات التي يعيشها الشعب السوري نتاج الحرب الدائرة التي كان هو ضحيتها الأولى دون منازع¡ فما بين القتل والتهجير الطوعي والقسري والتشرذم في دول العالم يعيش الشعب السوري مأساة لم يعرفها العالم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية¡ ورغم انعقاد مؤتمرات السلام ذات الخطوط العريضة والعناوين البراقة من أجل إيجاد حل ينهي الأزمة وبالتالي معاناة الشعب السوري دون نتائج ملموسة¡ فالإرادة الدولية تقف عاجزة عن إحراز أي من أنواع التقدم الذي قد يعطي ولو حتى مؤشراً منفرداً على أن تلك المؤتمرات تسير في الطريق الذي من الممكن أن يؤدي إلى حلحلة الوضع السوري بكل تفرعاته.
إعادة طرح المناطق الآمنة من قبل إدارة الرئيس ترامب أعادت الفكرة للنقاش مرة أخرى بعد أن وضعت المتاريس أمامها لتحول دون تنفيذها بحجج مختلفة من ضمنها موافقة النظام السوري على إقامتها¡ والتناقض هنا واضح لا يحتاج إلى الكثير من التفكير فمن لم يتوان عن قتل شعبه بكل الطرق خاصة غير المشروعة منها كيف يريد لقسم منه يستهدف قتله بمنهجية واضحة أن يكون بمأمن من ذلك القتل¿ بالتأكيد النظام السوري سيرفض إقامة مناطق آمنة لشعب أصبح لا يملك من حطام الدنيا أي شيء تقريباً.
وبحسب مسودة القرار الأميركي الذي حدد تسعين يوماً لتنفيذه¡ والتي تنص على: "توجه وزارة الخارجية بالتعاون مع وزارة الدفاع في غضون 90 يوماً من تاريخ هذا الأمر بوضع خطة لتوفير مناطق آمنة في سورية¡ وفي المنطقة المحيطة يمكن فيها للمواطنين السوريين الذين نزحوا من وطنهم انتظار توطين دائم¡ مثل إعادتهم لبلادهم أو إعادة توطينهم في بلد ثالث".
مشروع القرار الأميركي قوبل برفض روسي كونه لم يتم التنسيق بين واشنطن وموسكو¡ هذا هو السبب المعلن أما الأسباب الأخرى فتظل حبيسة الأروقة والدهاليز وما على الشعب السوري إلا الانتظار إن كان حتى يملكه.




إضغط هنا لقراءة المزيد...