لا يكاد يخلو توجيه أو حديث لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من دعوة المسؤولين إلى التحلي بروح المسؤولية تجاه الوطن والمواطن¡ فالوطن وأمنه واستقراره وتنميته هاجس القائد الحريص على رفعة بلاده والحفاظ على منجزاتها وتنمية اقتصادها¡ والمواطن بالنسبة لخادم الحرمين هو قمة الأولويات في جميع التوجهات والإجراءات التطويرية.
وها هو الملك سلمان يؤكد من جديد خلال استقباله وزير الخارجية وكبار مسؤولي الوزارة ورؤساء بعثات المملكة في الخارج على فتح الصدور قبل الأبواب للمواطنين¡ وتلمس حاجاتهم ورعاية شؤونهم وتذليل ما قد يواجهونه من عقبات في كافة أنحاء العالم¡ وهو ما يحث عليه -حفظه الله- المسؤولين في الداخل من الاهتمام بالمواطنين والتيسير عليهم¡ والعمل على الارتقاء بالخدمات المقدمة إليهم.
يأتي هذا التأكيد الملكي خلال كلمة بدأت بالإشارة إلى حجم التحديات التي تواجه المملكة¡ والمستجدات الدولية التي قد تؤثر على مصالحها¡ كما دعا خادم الحرمين إلى الحرص واليقظة¡ للتعريف بمواقف المملكة¡ وحرصها على تحقيق السلام والاستقرار في المجتمع الدولي¡ وهي المواقف التي يعرفها القاصي والداني¡ والتي لا تتوقف عند الأقوال بل بالتزام جسدته الأفعال والتضحيات منذ تأسيس المملكة وحتى اليوم.
خادم الحرمين جدد التأكيد على نهج وسياسة المملكة القائمة على الوسطية والتسامح والاعتدال¡ والحرص على التعايش بين الشعوب¡ ونبذ العنف والإرهاب وحسن الجوار¡ وهو ما أهلها لقيادة العالم الإسلامي وسط ظروف دولية بالغة التعقيد¡ فالمملكة لم تتوقف عن نشر ثقافة الاعتدال في مواجهة موجات الغلو التي تهدف إلى تقسيم الدول وزعزعة استقرارها¡ ولم تألُ جهداً في سبيل مكافحة الإرهاب ليس على المستوى المحلي فحسب¡ بل كانت من أوائل الدول الداعية إلى جهد دولي مشترك للقضاء على هذه الآفة أياً كان مصدرها والشعارات التي ترفعها¡ وقدمت وعلى مدى سنوات الدعم والمساعدة الأمنية والاستخبارية للعديد من الدول لإحباط المخططات الإرهابية التي تستهدف الإنسانية جمعاء بغض النظر عن الدين والعرق واللون.
إضغط هنا لقراءة المزيد...