لم تكن مفاجئة لي -على الأقل- ردة الفعل السلبية لبعض الإعلاميين إزاء الشفافية التي مارسها الاتحاد السعودي لكرة القدم في مؤتمره الصحفي الأخير الذي عقده في جدة¡ والذي رفع من خلاله الغطاء عن الموقف المالي الخطير الذي خلفه "اتحاد عيد"¡ بما فيه من تفاصيل صادمة¡ لأن الموضوع بالنسبة لهم لا يرتبط بعدالة الموقف¡ ولا بمصلحة رياضة البلد¡ ولا حتى باحترام شرف المهنةº بقدر ما يرتبط بتصفية حسابات الانتخابات.
ثمة من تصدى لمكاشفات عادل عزت بتغريدات تحمل ردوداً بأرقام لم تكن معلومة لأحد حتى لحظة المؤتمر وبعد لقاء عزت التلفزيوني¡ وهو ما يؤكد أن خلفها أعضاء من الصف الأول في اتحاد عيد¡ وحين أقول الصف الأول فليتحسس أربعة أعضاء من أصل 18 بطحاء رؤوسهم.
تلك التغريدات تدين عيد واتحاده أكثر من أن تبرئهم¡ فإن كان لديهم ما يردون به على عزت وفريقه فليظهروا في مؤتمر صحفي¡ أو في حوار إعلامي¡ دون الحاجة للعبة التسريبات التي لن تدفع عنهم مسؤولية سوء الإدارة والهدر المالي¡ ولا أقول أكثر من ذلك حتى تتدخل "نزاهة" التي لوحت بالتدخل.
وقبل نزاهة مطلوب من هيئة الرياضة وضع يدها على الملف¡ وهو من مسؤوليتها القانونية ولا يعتبر تدخلاً حكومياً¡ لأن من بين تلك الأموال المهدرة أموالاً من الحكومةº خصوصاً وأن الأمير عبدالله بن مساعد كان انتقد بعنف قبل نحو عامين طريقة أداء الإدارة المالية في الاتحاد حين قدمت له التقارير المالية¡ إذ قال يومها: "لو أن من قدم تلك التقارير موظفاً عندي لفصلته".
نحن بانتظار تسليم "اتحاد عيد" موقفه المالي في اجتماع الجمعية العمومية المقبل لإبراء ذمته المالية بعدما غيبها في الجمعية الأخيرة في تجاوز فادح على النظام¡ وليته ينجح في انتزاع براءة الذمة¡ ليزيل أي لبس قد يبتعد بالملف عن فضاء سوء الإدارة الذي لا يمكن المحاسبة عليه اليوم إلى فضاءات أخرى لا نتمناها.
هذا الموقف المربك يعيدنا إلى أداء اتحاد الكرة السابق وتعطيله لعمل الجمعية العمومية وإخفاء التقارير عنها¡ وهو ما دفع خالد المعمر وفريقه المعارض يومها إلى المواجهة التي دفع ثمنها بإبعاده¡ لتتحول الجمعية إلى ملعب لعيد وأعضائه¡ فضلاً عن منعه تشكيل لجنة الأخلاق والقيم التي كان بإمكانها عزل عيد ومن معه بقرار!.




إضغط هنا لقراءة المزيد...