المواجهة الحالية بين مجتمعاتنا العربية والثقافات الأجنبية ذات العرض المغري للمواد الثقافية تكمن خطورتها بعدم استعدادنا لاحتواء هذا التدفق الهائل للمعلومات والثقافات الجاهزة العرض على فاترينة الشعوب العربية¡ حيث إنه لا توجد أي منتجات ثقافية ومعلومات تساوي ما تُصدّره البلاد الأجنبية لنا¡ والواقع أن ما يصلنا من ثقافات أجنبية جذابة وباهرة إلا أنها تخلو في محتواها الداخلي ما يتناسب معنا ومع ثقافتنا¡ وفى ظل تحديات العولمة السياسية والاقتصادية والثقافية لا بد من أن تكون المواجهة على نفس ما يطرح لنا¡ وعلى مستوى هذه التحديات التي نواجهها¡ والملاحظ على ثقافتنا العربية أنها باتت رمزاً للتوحش والتعصب وعدم تقبل الآخر أو حتى محاولة احتوائه¡ وقضية عدم قبول الآخر تقودنا الى التصادم الطبيعي في الاعتقاد وهذا يؤدي الى ظهور غالب ومغلوب ومنتصرين ومهزومين والمحصلة النهائية الرابح فيها خسران¿¡ والأمثلة باتت واضحة فلو تتبعنا ما يحصل في شبكات التواصل الاجتماعي وما يكتب بها نرى الكثير من العنف اللفظي الطاغي¡ وهذا العنف اللفظي لن يأتي من شخصيات متسقة مع ذاتها¡ تحمل قيم الصدق والوضوح وتقبل الآخر¡ بل تجدها شخصيات حائرة ومتشبعة بالإقصاء وتعنيف الآخر¡ وعندما ننتقل للإعلام المرئي نجد أغلب مواضيعه مثل ما يدور في التويتر وغيرها من وسائل التواصل¡ وهذا ناتج عن غياب الإعلام الممنهج والانتقائي والذي لديه خطة يسير عليها جعله عرضة للهشاشة¡ فنحن نحتاج إلى تغيير جذري في توجه الإعلام بما يتناسب مع معطيات العالم حولنا¡ وينبغي تفعيل الكثير من الأشياء في حياتنا ومجتمعنا لنتجاوز حالة القلق التاريخي التي تتلبسنا¡ وتجعلنا نتصالح مع الماضي ونتسق مع الحاضر ونعمل للمستقبل¡ ودور الثقافة والإعلام مضاعف من أجل الوقوف بوجه التحديات التي تتدفق علينا من كل حدب وصوب¡ لذلك نشر الثقافة المنفتحة على قيم التسامح وقبول الآخر والتعاون ضرورة لتجفيف منابع الفكر المنغلق والذي يدعو الى العنف والظلامية¡ ومحاولة طرح برامج لإعادة تأهيل ثقافي واسع وفاعل للإنسان السعودي¡ والانفتاح على قيم الإنسانية المشتركة¡ ونشر الوعي¡ لنصنع ثقافة مستقبلية متجردة من كل صور التعصب والقهر والهمجية.
إضغط هنا لقراءة المزيد...