القطاع الاقتصادي¡ لا يشبه المجالات الأخرى غالبا¡ لذلك تجده مجردا من نزاعات التيارات الفكرية¡ وتحديدا في القضايا المتعلقة بالمرأة¡ ومعظم العاملين به والمستثمرون فيه لا تعنيهم مثل هذه الأمور¡ بل الأرقام -على مبدأ الربح والخسارة- هي همهم الأوحد.
خلال أيام قليلة¡ احتلت ثلاث نساء سعوديات مواقع قيادة اقتصادية ومالية¡ على عكس السائد¡ وهو أمر أشبه بمنعطف رئيس¡ وتحديدا فيما يتعلق بـ"تداول"¡ من خلال تعيين سارة السحيمي¡ التي ستكون مسؤولة عن مليارات البورصة¡ وأحلام المستثمرين¡ وتحقيق رؤى ونظريات التنفيذيين.
بعيدا عن الاقتصاد¡ مثل هذه القرارات¡ تسقط الفرضيات التقليدية¡ التي تحاول أن تروج لعدم أهلية المرأة¡ في القيادة¡ وتبوّء المناصب الحساسة¡ فإدارة مثل هذه التخصصات أشد تعقيدا من تخصصات أخرى¡ ما يضعنا أمام تساؤلات كثيرة¡ تستفسر عن غيابها¡ رغم وجوب التأكيد على أهليتها في أي منصب آخر¡ بغض النظر عن التخصص.
بالتأكيد¡ لا بد من قرارات سياسية عليا¡ بالنسبة للمناصب القيادية¡ والوزارية بشكل خاص¡ لكن هذا لا يمنعنا من تسليط الضوء على تسلط بعض المسؤولين¡ المخولين بتعيينها في بعض الأماكن القيادية¡ التي لا تحتاج لقرار سياسي.. بل لإدراك المسؤول¡ بقدرات المرأة السعودية¡ بعيدا عن النظرة الدونية¡ أو خلق الأعذار الواهية!
بحسب التسلط أعلاه¡ فأقرب مثال زار بالي¡ هو تعيين السعودية رغدة السليماني لشغل منصب مدير الإعلام والعلاقات العامة والمتحدث الرسمي في شركة "نسما" للطيران¡ وهي شركة تجارية¡ في وقت تعين فيه "الخطوط السعودية" (الناقل الوطني)¡ اللبنانية "كريستي سركيس"¡ كمستشارة للعلاقات العامة والإعلام¡ في عمل وظيفي متشابه¡ بل إن "السعودية" لا تقبل توظيف أي سعودية في منصب إداري أو قيادي¡ حسب ما أعرفه¡ وأتمنى -من كل قلبي- أن تنفي هذا¡ وتقول بعكسه.. والأمثلة غيرها كثيرة.
ماذا بعد التعيين¿ بالتأكيد¡ هذا ليس كل شيء¡ تنتظر المرأة الكثير من التشريعات¡ حتى تحسن من بعض الأنظمة¡ التي تحد من تحقيق بعض احتياجاتها ومتطلباتها¡ وتكون عونا لها للتطور أكثر¡ وتقديم ما هو أكثر للوطن¡ قبل أن يكون لها ولأسرتها ومجتمعها الصغير.
أعجبتني تغريدة¡ قالت كاتبتها (بتصرف): لا تستشهد بالمرأة لأنها أمك¡ زوجتك¡ أختك¡ بنتك.. بل لأنها إنسان! والسلام..
إضغط هنا لقراءة المزيد...