تذكر أن الفكرة الحديثة تبقى شاذة¡ حتى يتم التعامل معها كحقيقة¡ سواء عن طريق إثبات دقتها¡ أو القبول بها مباشرة.. وكل ما سوى ذلك يظل مستثنى¡ هذا بحسب منهجية الأغلبية¡ لكنها ليست بالضرورة صحيحة.
الذين يؤمنون بأفكارهم يقطعون معها الرحلة كاملة¡ يواصلون حتى آخر أمل¡ بغض النظر عمن بقي في قاطرة الإيمان بها. لذلك تجد المراهنين على أفكارهم¡ يقاتلون من أجلها.. حتى يجيء أجلها المحمود.
قبل أيام¡ استوقفني تقرير في أحد المواقع الإلكترونية¡ يتحدث عن بعض الأحداث¡ التي وصفها بأنها أخطاء لا تغتفر¡ لشركات أفلست. ميزة هذه الأخطاء¡ نعم ميزة¡ أنها تبرهن مشكلة عدم التعاطي مع الأفكار الجديدة¡ وهو أمر لا يتعلق بالاستثمار فقط¡ بل يتعدى إلى كافة مناحي الحياة¡ بما فيها التعامل مع الشخوص.
بحسب التقرير¡ قدم أحد المهندسين فكرة كاميرا رقمية إلى مسؤولين تنفيذيين لدى شركة كوداك في العام 1975. سخر مسؤولو كوداك من الفكرة¡ وأداروا ظهرهم لصاحبها¡ وفي 2012 أعلنت الشركة إفلاسها¡ بعد فشلها في تكييف نفسها مع العالم الرقمي.. تخيل لو تم قبول الفكرة¡ والعمل بها¡ منذ تلك السنوات¡ وسأترك لأحلامك نسج السيناريوهات والتغيرات¡ وكمية التسهيلات التي حصلنا عليها¡ في مجالات مختلفة.
أيضا¡ في ذات التقرير¡ عرض ألكسندر غراهام بيل براءة اختراعه على شركة ويسترن يونيون للتلغراف في العام 1876¡ فرفضت الشركة العرض¡ عبّد ذلك الطريق لإنشاء شركة بل للهاتف¡ قبل أن تشتريها في نهاية المطاف AT & T.
مثال ثالث.. أول مصمم لجهاز iPod هو طوني فاضل¡ صاحب الابتكار¡ الذي تقدم إلى شركة Real Networks ليعرض عليها فكرته الخاصة بإعداد جهاز موسيقى شخصي¡ وبعد رفضها للاقتراح¡ اتجه فاضل إلى شركة آبل.
تأكد أن هناك الكثير من الأفكار المنفية غير المعروفة¡ وغير المنشورة¡ كانت لتغير من مجرى الكثير من الأشياء¡ الفرق بينها وبين ما ذكر في الأعلى أنها ماتت بعد أول رفض¡ واستسلمت للآراء التقليدية¡ وصدقت أنها خاطئة¡ وغابت.
لا تكن أنت القادم¡ عبر أفكارك¡ عن كل ما تعتقد بصحته¡ عن الجديد الذي لم يسبقك إليه أحد.. قاتل من أجله¡ ومن أجلك¡ ولا تستسلم¡ أو تتخلى عن شغفك. والسلام..




إضغط هنا لقراءة المزيد...