في مصر غرمت المحكمة قناة فضائية مبلغاً مالياً كبيراً¡ لقيام هذه القناة بالإعلان عن منتج استهلاكي مجهول المصدر وغير مرخص¡ خطوة مهمة بطبيعة الحال للمشاهدين¡ وهذا الحكم يعطينا آفاقاً أكبر في التفكير بما تعرضه مئات القنوات الفضائية العربية ودون رقيب. فمن غير المعقول الانتشار الكبير لقنوات الدجل وفك السحر وغيرها من الفضائيات التي أصبح خطها وتوجهها بهذا المسار¡ والطريف في مسارهم الإعلامي الاعتماد على القرآن كجاذب للمشاهدين البسطاء والعنوان جلب الحبيب وتزويج العانسات¡ بالإضافة للقنوات التي تستغل الصحة والرشاقة¡ وتتيح الإعلانات الخاصة بأدوية للتخسيس وبدون تصريح وبعضها مجهولة المصدر¡ وهناك العديد من الضحايا بهذا الخصوص.
الرقابة والمحاسبة المالية والغرامات هي ما يحتاجه الفضاء العربي¡ حتى الذوق العام أصبح منفلتاً¡ سواء في النواحي الأخلاقية أو السياسية أو الرياضية وهذا الانفلات بالرياضة نعاني منه كثيراً وانعكس على أخلاقيات محبي الكرة وأضحينا بين فئة من المتعصبين¡ يرتبط نجاحهم بكم التعصب وقلة الأدب في الحوار أحياناً للمشاهدين¡ مما جعل التنافس في كرة القدم أكثر تأجيجاً خارج الملعب¡ عكس داخله.
في السابق وعندما لم يكن هناك قضية في العالم العربي سوى فلسطين¡ كان الفضاء وهمومه عناوين اجتماعات وزراء الإعلام¡ وكنا بين فترة وأخرى ننتظر ميثاق شرف إعلامي ينظم الفضائيات العربية¡ ولكن يبدو أن هذا الأمر أصبح حلماً¡ ووصل الحال أن تفتح بعض الفضائيات أبواقها لمرتزقة وتافهين يسيئون لحكومات وشعوب¡ ويؤججون الخلافات¡ فحتى في عز عداوة الإعلام العربي للكيان الصهيوني¡ لم تصل الوقاحة الإعلامية للمستوى الذي نشاهده وبألم حالياً¡ وكنت أتمنى أن تكون المحاكم في مصر مناصرة للمشاهدين ضد الأبواق الإعلامية¡ كما كانت ضد دواء التخسيس المضر للصحة.
نحتاج رقابة فضائية أيضاً للمسلسلات التي أصبحت تعرض مشاهد غير أخلاقية¡ وتتيح الفرصة للممثلين للدعاية المباشرة لشركات السجائر والخمور¡ وهذه الجزءية لاحظت بصراحة انتشارها بشكل كبير ومبالغ فيه¡ وأستغرب السكوت عنها بهذا الشكل¡ فالتلفزيون ملك المشاهد وليس ملك صاحب القناة¡ والعرف الإعلامي يرفض مثل هذه المشاهد غير الأخلاقية¡ حتى أنه في الدول الأكثر حرية¡ يعرضون بعض الأعمال في أوقات متأخرة ومع تحذير أيضاً¡ ولكن الواقع حالياً في الكثير من قنواتنا الفضائية خارج نطاق الأخلاق وبكل صدق¡ لذلك نحن بحاجة لحماية المشاهد فضائياً¡ ورفع القضايا وكسبها على من يخالف حماية المشاهد ذوقياً وأخلاقياً وصحياً!.




إضغط هنا لقراءة المزيد...