ما الذي يعنينا من صعود زعيم عالمي او تنحيه¿ أهمية هذا الزعيم على مستوى التأثير في الأحداث العالمية والثاني تأثيره على بلادنا على وجه الخصوص.
ندرك جميعاً أن كل من يقود أميركا يقود العالم. أميركا هي أكبر دولة على وجه الأرض في كل مجال من مجالات العيش عدا عدد السكان والمساحة الجغرافية. تعادل أميركا أربعين في المائة من قوة العالم المختلفة وعلى رأسها الاقتصاد. حتى قيل أن أميركا تستطيع أن تستغني عن العالم ولكن العالم لا يستطيع أن يستغني عن أميركا. هذا ما يجعل ما يحدث في أميركا موضع اهتمام العالم وترقبه. القرارات التي تتخذ في واشنطن هي قرارات عالمية حتى وإن كانت في شكلها الظاهر قرارات محلية.
لن يختلف السيد ترامب عن بقية الزعماء الذين قادوا أميركا عبر التاريخ. أميركا بلد مؤسسات. الرئيس مؤسسة من هذه المؤسسات. سيراعي شروط اللعبة في واشنطن. لا يختلف ترامب عن بقية الزعماء الأميركان من ناحية تحقيق أهداف بلاده. لكن ترامب هو أكثر الزعماء الأميركان وضوحاً وصراحة وأهدافه يمكن فهمها والتعامل معها. في نظري على الأقل هو أفضل زعيم بالنسبة لنا وبالنسبة للعالم أيضاً. ما يقدمه الرئيس الأميركي الجديد هو توجه عالمي يقوم على المكاشفة والوضوح دون المساس بالإستراتيجية التي تقوم عليها البلاد.
لكي نفهم حقيقة ما يجري في أميركا والعالم يمكننا ان نراه في سياسة المملكة في الأونة الأخيرة. لاحظنا أن السياسة السعودية تغيرت بعد تولي خادم الحرمين الشريفين قيادة البلاد وتغيرت معها طريقة التعامل معها. قدمت خططاً جديدة ومقاربات جديدة مع الاحتفاظ بالأهداف الإستراتيجية للمملكة التي أرسى لبنتها الأولى الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه. المسألة بالنسبة للمملكة وأميركا أيضاً ليست مجرد تغيير من أجل التغيير ولكن لأن حركة التاريخ تتغير. يدخل لاعبون جدد على المسرح العالمي ويخرج آخرون تدخل تقنيات جديدة تتغير موازين القوى بين الدول. هذه التغيرات تملي على الدول تغيير نمط تعاملها مع الواقع الجديد. ترامب زعيم جديد لظروف جديدة.
أي رئيس قبل أن يصل إلى السلطة يمتلك معلومات في الاقتصاد في السياسة الدولية وعن الحياة السياسية في عاصمة بلاده. لكن عندما يصبح في السلطة يطلع على المعلومات الحقيقية التي تهمه كرئيس لا كمرشح رئاسة. اتصال الرئيس الأميركي بخادم الحرمين هو ثمرة هذه المعرفة المسؤولة. حسب المعلومات الحقيقية التي اطلع عليها من أجهزة بلاده المختلفة قدر حجم المملكة وإسهامها في الحرب الإستراتيجية التي قرر أن يشنها على الإرهاب العالمي. في ظني سوف ينهي ترامب ما عجز عنه سابقيه من الرؤساء. فهو رئيس يتمتع بالوضوح والأهم أنه يتجه إلى هدفه مباشرة.
إضغط هنا لقراءة المزيد...